منذ عدة أيام نشرت جريدة الأهرام خبراً تحت عنوان "جراحة لخلع أسنان كبير عائلة الشمبانزي" وكان محتوى الخبر باختصار ان حديقة الحيوان بالجيزة استدعت أخصائي جراحة طب فم أسنان من كلية الطب جامعة القاهرة. تشكل فريق طبي معه من 9 أطباء لإجراء عملية جراحة خلع ناب وضرسين بالفك السفلي وجذور بالفك العلوي لكبير عائلة الشمبانزى لأنه شعر بآلام حادة وأخذ يصرخ من شدة الألم. الى هنا وانتهي الخبر. ولكنه كان مستفزاً للغاية وليس معنى هذا اني ضد علاج هذا الشمبانزى أو اى حيوان آخر على العكس تماما فديننا الحنيف بيحرص على الرحمة بالحيوان ويثاب عليه الانسان. وإنما هذا الشعور ناتج عن أن الإنسان لدينا لم يرقي لمستوى الحيوان في الاعتناء به والدليل على ذلك ما يحدث للمرضي لدينا واللذين يعانون من امراض مزمنة وخطيرة وليس تعب في الاسنان. فالبهدلة والمرمطة والمعاناة والعذاب والمستوي المتدني من الخدمة وسوء المعامله هو مصيرهم في الغالب الأعم في رحلة العلاج المريرة ولا عزاء للمرضي لدينا كل هذا التدهور والاهمال يقابله ارتفاع جنونى في اسعار الخدمات العلاجية والأدوية.. بالله عليكم أيوجد استفزاز أكثر من هذا؟ حتى وصل الأمر لتكرار الكثير من الحكايات المأسوية التى يمر بها المرضي لدينا يوميا والتى تصلح كل منها لعمل فيلم يبكى ويدمى القلوب، منها على سبيل المثال: سيدة في الستينات من عمرها دخلت إحدي المستشفيات والتى تتبع جامعة القاهرة وهي استثمارية وتعتبر من أكبر المستشفيات لدينا لاجراء جراحة ليست خطيرة وبالفعل تمت ولكن للأسف تدهورت حالة هذه السيدة بصورة سريعة نتيجة اصابتها بميكروب خطير انتقل اليها من الرعاية المركزة في تلك المستشفي وفؤجئ اهل المريضة بالحسابات تطالبهم بمبلغ 30 الف جنيه علي الرغم من انها سبب في تدهور حالتها نتيجة للاهمال في تلك المستشفي ومع ذلك تم دفع المبلغ ولا يعلم الا الله سبحانه وتعالي كيف تم جمعة وفي اليوم التالي طلبتهم ادارة المستشفي بالاستعداد لتحضير مبلغاً آخر وعندما عجز اهل المريضة على ذلك طالبتهم ادارة المستشفي إما الدفع أو الخروج وهي في تلك الحالة الحرجة وهنا انهار أحد أبناء المريضة وجلس علي الأرض وظل يبكي بطريقة هيستيرية في مشهد لا يمكن ان ينساه أحد ولم يجدوا مفراً من خروجها بهذه الحالة. وهناك حالة اخري في نفس تلك المستشفي وتزامنت تقريبا مع الحالة السابقة وهي لسيدة في الخمسينات من عمرها ظلت في تلك المستشفي لأكثر من شهر للعلاج ولكن حالتها لم تتحسن بل ازدادت سوء وفي نفس الوقت ظلت الحسابات تطالب ابنتها بسداد مبالغ مالية كبيرة حتي اضطرت الابنة لنقلها لمستشفي القصر العيني القديم والتي لا تبعد عن تلك المستشفي سوي خطوتين وفي اليوم الأخير قامت الابنة بمحاولة تجميع المبلغ المطلوب وطلبت سيارة الاسعاف لنقل الأم بعد أن قامت بدفع الفاتورة في الصباح الباكر لأنه لو عدت الساعة الثانية عشر ظهراً سوف يحسب اليوم كله علي المريض ولكن سيارة الاسعاف تأخرت وفي خلال تلك الفترة قامت المستشفي بمنع الأدوية اللازمة عن الأم وبدأت تشعر باعب شديد فطلبت منهم الابنة اعطائها الدواء الخاص بها ولكنهم رفضوا بحجة انها قد انهت حسابها لديهم ولا يمكن صرف أي ادوية لها وظل الوضع هكذالفترة ليست بالقصيرة حتى اصيبت الابنة بشبه انهيار وظلت تصرخ ولكن ظل الوضع على ما هو عليه الى ان وصلت سيارة الاسعاف وحملت الأم في حالة صعبة. وتعتبر هذه المستشفي من الصروح الطبية لدينا ولكنها تحولت الي كارثة طبية بمعني الكلمة. حتى انه في مارس 2010 نشرت احدي الصحف الكبري لدينا تحقيق عن ان هناك ميكروب يهدد المرضي في تلك المستشفي وحذرت من كارثة طبية فادحة ونتيجة لذلك تقدم نائب العريش بمجلس الشعب حين ذاك ببلاغ للنائب العام السابق المستشار / عبد المجيد محمود يتهم فيه ادارة المستشفي بالاهمال ويطالب بفتح باب التحقيق عن طريقة وزارة الصحة ونقابة الأطباء لمعاقبة كل من تسبب في الاهمال في صحة مئات المرضي من المتعاملين مع تلك المستشفي خلال تلك الفترة. ومن ناحية أخري تقدم العديد من اهالى المرضي الذين اصابهم ذلك الميكروب الخطير ببلاغات للنائب العام ضد ادارة المستشفي ايضا وفي نفس الوقت اعترف مدير المستشفي بوجود الميكروب بالمستشفي معللاً أن ذلك موجود في جميع مستشفيات العالم بكل بساطة. ورغم كل هذا ألزمت ادارة المستشفي اهالي المرضي بدفع تكاليف العلاج كاملة ... تخيلوا. على الرغم من أن المستشفي هي المتسببة في تلك الكارثة لهؤلاء المرضي ويتسائل الاهالي. لماذا نتحمل نحن خطأ ادارة المستشفي واهمالها؟ وانتهى الموضوع علي ذلك ولم يحدث أي شئ للمستشفي حتي يومنا هذا بل علي العكس فان الاهمال وسوء الادارة وانتشار الميكروبات والفيروسات انتشر اكثر في تلك المستشفي حتى تلك اللحظة وظل المرضي يتقدموا ببلاغات ضدها وظلت العديد من الصحف تكتب عن الاهمال وتدنى مستوي الخدمات وانتشار الميكروبات والفيروسات بها والذي يقابله ارتفاع في تكاليف العلاج ولكن لا حياة فيمن تنادي. ويتساءل الجميع عن دور وزارة الصحة في كل ما يحدث في تلك المستشفي وغيرها من باقي المستشفيات لدينا من اهمال؟ وأين لجان الرقابة والتفتيش بالوزارة؟ وأين محاسبة المسئولين في هذا الاهمال؟ أما الحالة التالية فكانت لطفلة عمرها 12 عام وهي بطلة سباحة ولكنها أصيبت نتيجة سقوطها علي الأرض وارتطام رأسها بقوة فهرع بها ابوها الي احدي المستشفيات الشهيرة بالمنيل والتى تتبع أيضاً جامعة القاهرة وعند دخول الطفلة في الاستقبال رفضت ادارة المستشفي دخولها وعلاجها حتي يدفع ابيها مبلغ 5 آلاف جنيه ولكن الأب لم يكن معه سوي 2000 جنيع فقط فرفضت ادارة المستشفي بشدة كل هذا والطفلة في شبه غيبوبة. الي ان قام أحد موظفي الاستقبال بالاشارة علي الأب بالصعود لموظفة الحسابات والتعهد لها باحضار باقي المبلغ بعد قليل وذلك لانقاذ الطفلة وبالقغل صعد الأب علي الفور وقابل تلك الموظفة والتي ما سمعت منه ذلك حتي انطلقت بالشتائم علي موظف الاستقبال الذي اشار عليه بذلك واخذت تصفه بأنه "حمار" وكيف يفعل ذلك فهذا ممنوع والأب يحاول معها ويستعطفها فهي مجرد ساعات قليلة وسوف يأتي بباقي المبلغ المطلوب وبعد معاناة طويلة وبعد ان قام زميلها الذي معها في المكتب بالتوسط لديها وافقت علي مضض وقامت بأخذ بطاقته الشخصية وكارنية المقابة الخاص به فهو محامي واحتفظت بهما لديها كضمان لحين ياتي بباقي المبلغ وظلت الإبنه بالمستشفي لفترة تمت خلالها اجراء عملية جراحية لها ولكن للأسف لم تكن ناجحة وتدهورت حالتهاوبدء الأب يبحث عن الجراح الذي قام بتلك العملية فأخبروه بأنه سافر للخارج فاضطر الأب نتيجة لاستمرار سوء الحالة بنقلها لمستشفي اخري ولكنه فؤجي عند حساب المستشفي ان هناك زيادة ملحوظة في الفواتير وبمراجعتها بدقة وجد ان الحسابات بالمستشفي تقوم بوضع اشياء في الفواتير لم تأخذها او تستعملها المريضة اصلا علي سبيل المثال بعض الأدوية او في عدد اكياس الدم مثلا فبدلا من كيسين تحاسب المريض علي اربعة وهكذا. ونحن هنا نتحدث عن المستشفيات والعلاج الاستثمارى اى الذي يكلف المريض المبالغ الطائلة فما بالكم بالعلاج المجاني هل يمكن ان يتخيل أحد ماذا يحدث به؟ لا اظن لأنه مهما تخيل فلن يصل خياله للحقيقة التي علي ارض الواقع. فيا سادة ما هو دور وزارة الصحة في كل هذا؟ فهناك وزارة لدينا بهذا ولها وزير بميزانية خاصة من اموال هذا الشعب بدءاً من حراسة سيادة الوزير نهاية بمرتبات ومكافآت الموظفين بها فبالله عليكم ماذا تفعل؟ فهي من الآخر عبء علي المواطن وليس عونا له. فالانسان خلقه الله سبحانه وتعالي وكرمه في احسن صورة وهذا يجعلنا نأسف علي الوضع الذي وصل إليه المواطن المصري والذي لم يرقي الاهتمام به لمستوي الشمبانزي. فأين الضمير يا سادة؟! لمزيد من مقالات أمانى جمال الدين