أكد اللواء بدر طنطاوى محافظ مطروح، عدم وجود خلايا إرهابية نائمة بالمحافظة، لافتا إلى أن أجهزة الأمن أوشكت على فك رموز حادث العلمين الإرهابي. وشدد المحافظ فى حوار مع «الأهرام» على أن التركيبة الاجتماعية لسكان المحافظة لن تسمح بوصول خلايا إخوانية إلى البرلمان المقبل، رافضا وصف المحافظة بأنها «سلفية الهوي». وقال المحافظ: إن طول حدودنا مع ليبيا، التى تمتد ل 1300كم، يصعب من مهمة السيطرة عليها على مدى الساعة، لكنه أكد فى الوقت نفسه أن القوات المسلحة تؤمن سماء وبحر وأرض مصر، بينما تقوم قوات أمن مطروح بسد جميع الثغرات، ومنع أى محاولات للتسلل أو التهريب، وهو ما يجعل حدودنا الآن آمنة تماما. وإلى نص الحوار: كيف ترى التحديات السياسية أمام الحكومة فى ظل الخريطة الاجتماعية للمحافظة، التى يعتبرها البعض سلفية الهوي، وصوت أغلب ناخبيها للرئيس المعزول محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية قبل الأخيرة؟ ناخبو المحافظة لم يصوتوا لمحمد مرسى بالإجماع كما قلت سيادتك لأن تعداد السكان 450 ألف نسمة فى محافظة تمثل نحو 16.6% من مساحة مصر وهى محافظة مترامية الأطراف وجزء كبير من سكانها يقطن فى المدن الرئيسية مرسى مطروح العلمين الضبعة أما باقى المدن البعيدة والنائية فلم تشارك فى الانتخابات أيام الإخوان، ولأنهم يجيدون الحشد فقد استطاعوا حشد عدد من أهالى تلك المدن الرئيسية من خلال توفير أتوبيسات ووسائل نقل تقلهم إلى لجان التصويت، أما الغالبية العظمى من شعب مطروح فقد عزفت عن المشاركة، وبالتالى فإن نسبة ال 92% التى حصلوا عليها تحسب على المجموعة التى ذهبت وصوتت لهم وليس على مجموع مواطنى مطروح، وهنا يظهر جليا التحدى الحقيقى الذى حدث بعد ثورة 30 يونيو، فنسبة ال 97% التى حصل عليها دستور 2014 والرئيس عبدالفتاح السيسى تحسب من إجمالى عدد سكان المحافظة الذين احتشدوا أمام الصناديق بدون توفير أى وسائل نقل تقلهم إلى اللجان حتى قاطنى المدن البعيدة والمناطق النائية أصروا على الحضور والمشاركة دون توجيه من أحد وبدون زيت أو سكر أو أموال دُفعت لهم فقط حرصهم على وطنهم هو الذى دفعهم للمشاركة بما يشبه الإجماع الفعلى وكان تأكدهم من كذب وخداع الجماعة المحظورة أحد أسباب الكثافة التى شهدتها جميع لجان المحافظة، أيضا اسمح لى أن أصحح لك أن مطروح ليست محافظة سلفية الهوي، وإنما هناك نسبة كبيرة من المواطنين سلفيون، وأنت تعلم الخلاف الكبير بين الإخوان والسلفيين، فالسلفى غير عدواني، وهذا أحد الأسباب التى جعلت شعب مطروح يقع فى فخ الإخوان وخداعهم المتُقن فقد استغلوا طيبة هذا الشعب الملتزم دينيا ولعبوا على هذا الوتر لذلك عندما كشف الله مكرهم وتم عزل مرسى بإرادة جموع المصريين الذين احتشدوا فى 30 يونيو وقف شعب مطروح خلف الدولة الوطنية وشاركت المحافظة بغالبية مواطنيها فى استحقاقات خارطة الطريق التى تمت حتى الآن. هل توجد خلايا إرهابية نائمة بالمحافظة؟ لا توجد دولة فى العالم خالية من الخلايا والعناصر الإجرامية ونحن هنا فى المحافظة وضعنا من اللحظة الأولى خطة أمنية محكمة لرصد أى خلايا إجرامية، تلك الخطة يشارك فيها المواطنون أنفسهم الذين يخافون على محافظتهم فشعب مطروح الذى يعشق العمل لديه نخوة لاتسمح بوجود أى دخلاء ونحن من جانبنا نضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه ارتكاب أية أفعال إجرامية أو ترويع لأمن المواطنين وهنا لايفرق معى اذا كان المقدم على ارتكاب الجرم ينتمى للجماعة المحظورة أو مجرما عاديا , ونحن فى مطروح نختلف عن باقى محافظات مصر لأن أهل مطروح قبائل وعائلات تعرف بعضها البعض وبالتالى لو أنك جئت وأنت غريب عن المحافظة وأقمت فى فندق او شقة مفروشة فأنت مكشوف لدى المواطن المطروحى فلو شعر بالقلق منك أو ارتاب فى تصرفاتك فسوف يقوم على الفور بإبلاغ الأجهزة الأمنية وبالتالى فلا مجال لوجود دخلاء بيننا لأن المواطن المطروحى هو حائط الدفاع الأول عن المحافظة . بعد ركوب الإخوان ثورة 25 يناير وسيطرتهم على مقاليد الأمور تحولت المحافظة الى مركز لبيع كافة أنواع الأسلحة المهربة من ليبيا الأمر الذى كان وراء العديد من المشاكل الأمنية التى تعانى منها مصر حتى الآن.. كيف ترى الوضع الأمنى ومدى سيطرتنا على الحدود مع ليبيا ؟ أى حدود بين دولتين على مستوى العالم وليس مصر وليبيا فقط لا تستطيعان أن تفرضا سيطرتهما الكاملة على تلك الحدود، فلابد أن تكون هناك ثغرات وخروقات أمنية، فما بالك وأنت تتكلم عن حدود بيننا وبين ليبيا تطول لأكثر من 1300 كم مما يصعب من مهمة السيطرة على الحدود بين الدولتين على مدار الساعة الا أن قواتنا المسلحة من خلال قواتنا الجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوى وحرس الحدود يؤمنون سماء وبحر وأرض مصر على طول حدودها وتقوم قوات أمن مطروح بعد ذلك بسد جميع الثغرات والسيطرة عليها ومنع أية محاولات للتسلل أو التهريب وضبط المتسللين، ويشارك المواطن جنبا إلى جنب مع الجيش والشرطة فى حماية حدودنا من أية عناصر عدائية خارجية وبالتالى فحدودنا الآن آمنة تماما، وبالنسبة للأسلحة التى تم تهريبها بعد سيطرة الإخوان على ثورة 25 يناير وحتى تم اقصاؤهم، فقد شهدت تلك الفترة عمليات تهريب لكميات كبيرة من الأسلحة إلا أن شعب مطروح ضرب المثل والقدوة عندما كانوا اول محافطة تستجيب لمبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما كان وزيرا للدفاع وقام بزيارتهم العام الماضى لشكرهم على ثقتهم فيه وتسليم أرض الضبعة التى سوف تُقام عليها المحطة النووية وعلى قبولهم مبادرته لتسليم الأسلحة عندما طالبهم بذلك وقاموا طواعية وفى مبادرة غير مسبوقة بتسليم أكثر من ألفى قطعة سلاح كانت بحوزتهم، تلك الأسلحة متنوعة ما بين الخفيفة والثقيلة بدءا من الطبنجة والخرطوش والرشاش الآلي، وحتى الأسلحة التى تستطيع تدمير الدبابات وضرب الطائرات فى الجو، فلك أن تتخيل لو كان الكم الهائل والخطير من الأسلحة قد تسرب الى محافظات مصر ماذا كان من الممكن أن يحدث، لذلك فقد قمنا بعمل معرض ويوم اعلامى كرمنا فيه جميع المواطنين الذين قاموا بتسليم هذه الأسلحة. ألا تثير حالة الهدوء التى تنعم بها مطروح القلق من قيام بعض الخلايا الإرهابية باستغلال هذا الهدوء وتنفيذ أى عمليات إجرامية؟ حدث هذا بالفعل عندما استغلوا فرحة الشعب المصرى بإطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى إشارة البدء لحفر قناة السويس الجديدة كمرحلة أولى لعملية تنمية شاملة لمحور القناة، وبينما كان الرئيس هناك فى الاسماعيلية قامت الجماعة الارهابية بارتكاب حادث العلمين الخسيس وهو الحادث الوحيد الذى شهدته مطروح طيلة العام ونصف العام الماضية وقد اوشكت الاجهزة الأمنية على الانتهاء من فك رموز الحادث واقتربت من ضبط الجناة، وبصرف النظر عن هذا الحادث الاجرامى الخسيس فإن اجهزة الأمن والمواطنين فى حالة يقظة تامة للحفاظ على محافظتهم. محافظة بضخامة مطروح وامتلاكها أجمل شواطئ فى العالم لا يقطنها سوى 450 ألف نسمة، كيف نجذب البشر اليها ونوطنهم فيها لتقليل العبء على العاصمة والمدن الرئيسية؟ لكى يحدث ذلك يجب أن نوفر فرص عمل حقيقية وسكن مناسب يحفز مواطنى المحافظات الأخرى على الانتقال للعيش فى مطروح ونحن لدينا فى المرحلة المقبلة مجموعة من المشروعات الاستثمارية الضخمة التى سوف تسهم فى توفير عدد ضخم من فرص العمل وسوف تكون الأولوية لأبناء المحافظة وما يتبقى سوف يطرح لأبناء المحافظات الأخري. وسوف نعمل فى المرحلة المقبلة على ان تعمل مطروح صيفا وشتاء فمرسى مطروح فى الصيف لا تنام على مدى الساعة ولا توجد غرفة فندقية خالية فالمدينة فى الصيف ترفع لافتة كامل العدد لذا نريد أن تكون هذه اللافتة مرفوعة طوال العام وليس فى الصيف فقط . ما الخطة الاستثمارية للمحافظة؟ التوسع فى إقامة المصانع وسرعة تجهيز المنطقة الصناعية واستكمال المشروعات السياحية التى توقفت بسبب الظروف التى مرت بها مصر خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لأن هناك أكثر من 45 مشروعا تأثر أصحابها وتعثروا فجلست معهم وقدمنا لهم كل التسهيلات وأعدنا جدولة ديونهم فى إطار القانون حتى يستطيعوا الوقوف مرة أخرى وتقديم التسهيلات للمستثمرين الجادين لأن مقومات المحافظة تؤهلها لجميع عمليات الاستثمار ومن المشروعات الضخمة التى ندرسها حاليا والتى تكون كفيلة فى وضع مطروح على خريطة السياحة الدولية إقامة ميناء بحرى ضخم، وبالتالى سوف تدخل الملاحة البحرية لمطروح ويكون لدينا جمرك ومناطق تجارية متكاملة وهذا من شأنها احداث حالة من الرواج الاقتصادى والسياحى والتجارى وهذا المشروع الضخم يحتاج لمستثمرين جادين وهناك بالفعل محادثات عربية سوف تحول هذا الحلم الى واقع تنعم به مطروح وشعبها فى القريب العاجل. ماذا فعلتم لحل مشكلة المياه التى تعانيها المحافطة؟ فعلا كانت مشكلة المياه من أصعب المشاكل التى يعانيها المواطن ولكن القوات المسلحة قامت بإنشاء محطة تحلية ضخمة افتتحت فى يوليو الماضى وتعمل بكامل طاقتها وقد أسهمت هذه المحطة فى حل أكثر من 90% من مشكلة المياه، كما وضعنا حجر الأساس لمحطة تحلية جديدة سوف يقوم الجيش أيضا بإنشائها خلال عام ونصف العام تقريبا، هذه المحطة بعد الانتهاء منها سوف تقضى على مشكلة المياه تماما. كيف تستعد المحافظة للانتخابات البرلمانية المقبلة؟ وما خطتكم لمنع وصول خلايا الجماعة الإرهابية المحظورة لقبة البرلمان؟ سوف استعير مقولة الرئيس عبد الفتاح السيسى (ماحدش يقدر يغلب شعب) لأن هذه المقولة واقع فعلى نعيشه على أرض مطروح، فأبناؤها قادرون على منع تلك الخلايا النائمة من الوصول إلى قبة البرلمان، لأن مطروح مجتمع قبائل وعصبيات فجميع العائلات هنا تعرف بعضها البعض وبالتالى لا مجال على الإطلاق لأى عناصر إخوانية من التسلل والوصول الى المجلس التشريعى المقبل.