أثار البيان الذي أصدرته إدارة مهرجان القاهرة السينمائي بإلغاء تكريم السينما الكردية ،خلال الدورة المقبلة المقرر إقامتها خلال الفترة من 9 إلي 18 نوفمبر المقبل، بسبب الحرب الدائرة بمنطقة كردستان العراق والإعلان عن تكريم السينما التركية واليونانية بدلا منها حالة من الجدل وسط جموع الفنانين والمثقفين والنقاد في ظل العداء الواضح والهجوم المستمر من تركيا التي تدعم الجماعة الارهابية وتتدخل في الشئون المصرية . ال«الأهرام» استطلعت آراء بعض الفنانين والنقاد حول هذا القرار أكد الناقد طارق الشناوي أن سمير فريد رئيس مهرجان القاهرة يصدر قرارات عشوائية ولا يتم دراستها بالشكل الأمثل في ظل عدم وجود أحد في المكتب الفني يمكن اللجوء إليه قبل اتخاذ مثل هذه القرارات التي تضر بالمهرجان. وأضاف الشناوي أن السينما الكردية هي سينما قومية موجودة في 4 دول بشكل أساسي وهي العراقوتركيا وإيران وسوريا بالإضافة إلي لبنان ، والأكراد لهم لغة وسينما وفن تشكيلي وموسيقي وتكريمهم وارد جدا ولكن المشكلة تكمن في أن رئيس المهرجان سمير فريد يصدر القرار بشكل فردي ثم يعود لإلغائه أيضا بالطريقة نفسها. وأشار إلي أنه ليس ضد التكريم بشكل خاص ولكن هناك أساسيات يتم من خلالها الاختيار فهل يعقل أن يتم تكريم مئوية السينما التركية وهي لن يعرض لها بالمهرجان سوي فيلم واحد في قسم الكلاسيكيات ، والتكريم من وجهة نظري هو أن يتم عمل دراسة عن هذه السينما تكشف جوانبها الإيجابية وما قدمته للعالم ، وأعتقد أن وجود الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة كواجهة للمهرجان يجعل هناك حسبه سياسية لا نعلمها وأنه قد يكون السبب في تراجع إدارة المهرجان عن تكريم السينما الكردية أن الدولة المصرية تعتبر كردستان جزءا من العراق . من جانبها أكدت الفنانة آثار الحكيم أن هناك بعض القرارات التي تصدر من المسئولين ونحن لا نعلم ملابساتها لأن هناك أشياء تحدث في الكواليس والحديث عن تركيا تحديدا شديد الحساسية في هذا التوقيت حيث أنه علي مدي عام كامل قامت تلك الدولة بالهجوم علي مصر وعلي شخص الرئيس مع سبق الاصرار والترصد وهذا مرفوض علي كل المستويات وإذا كان البعض ينادي بفصل الفن عن السياسة ففي هذا التوقيت بالذات لا أستطيع الفصل ، وبالنسبة لعدم أخذ رأي اللجان الإستشارية قبل اتخاذ مثل هذا القرار فأعتقد أن سمير فريد هو صاحب القرار وهو المسئول عنه وهو الوحيد الذي ستتم محاسبته عن أي أخطاء تحدث خلال المهرجان. وأكدت الناقدة خيرية البشلاوي أنها لا تستطيع الجزم بوجود حرب في منطقة كردستان العراق أوأن إدارة المهرجان تكون قد فشلت في الحصول علي أفلام ومسألة إلغاء التكريم يعود لإدارة المهرجان ، أما بالنسبة لاختيار السينما التركية لتكريمها فهذا كلام عبثي وتخبط واضح من إدارة المهرجان برئاسة سمير فريد ، وإذا كان وزير الثقافة يسعي لعزل السياسة عن الثقافة فهذا يكون في الظروف العادية أما عندما نكون في ظروف حرب وتحريض مباشر فهذا مرفوض خاصة أن تركيا تحرض علي مصر وتستضيف اجتماعات الجماعة الارهابية في إسطنبول. وأضافت أن هذا الموقف من إدارة المهرجان يعتبر نوعا من الاستسهال ، والسياسة لا تنفصل عن الفن والثقافة ومصر تتعرض للحرب من تركيا وقطر ويجب عدم التعامل معهما وإذا كانت إدارة المهرجان في أزمة فعليها البحث عن دولة أخري بدلا من تركيا لتكريمها أما إذا كانت هناك أشياء أخري لا نعلمها فعلي إدارة المهرجان توضيح الأمر خاصة أن هناك موقفا سلبيا غريبا من الفنانين الاتراك ضد ما تتعرض له مصر من تشويه وتحريض من قبل قيادتهم السياسية لذلك فأنا أرفض عمل دعاية لبلدهم وتكريمهم في ظل العداء المعلن من دولتهم. وقائدها لمصر وأوضح المخرج محمد راضي أنه قد يكون هناك أزمة منعت القائمين علي إدارة المهرجان من تكريم السينما الكردية ، أما بالنسبة لتكريم السينما التركية فيؤكد تواصل السينما المصرية مع الفنانين علي مستوي العالم بما فيهم تركيا وهذا شيء مهم جدا رغم الاختلاف السياسي لأنه يسهم في خلق نوع من التواصل الإبداعي بين الشعوب وأشار راضي إلي أن القنوات المصرية تعرض مسلسلات تركية. وصرح الدكتور كاوا محمود وزير الثقافة السابق بإقليم كردستان العراق بأن الحرب والأزمات الدائرة الآن بالعراق خارج المدن الكردستانية التي تتمتع بحياة آمنة وبدون مخاطر وأضاف أنه لا يعلم السبب الحقيقي وراء قيام إدارة مهرجان القاهرة بإلغاء تكريم السينما الكردية خاصة أنهم كانوا ومازالوا مستعدين لتسهيل أي تعاون ثقافي مع مصر. وصرحت الناقدة السورية لما طيارة «المتخصصة في السينما الكردية» أن أغلب الأفلام الكردية موجودة بأوروبا وليست هناك مشكلة في إرسال نسخ منها إلي مهرجان القاهرة. يذكر أن رئيس المهرجان قال في مؤتمره الصحفي الاول في 6 مارس 2014 انه اختار الفيلم الاماراتي احمر وازرق وأسود للمخرجة نجوم الغانم لموقف الامارات الايجابي في ثورة 30 يونيو وأن هذا موقف سياسي في مهرجان سينمائي.