تشكو ترعة "الإبراهيمية" - أحدى أهم ترع نهر النيل، التى تغذى محافظاتأسيوط والمنيا وبنى سويف - من الاعتداء الصارخ على حرمتها ونقاء مياهها. وتنوعت مظاهر هذا الاعتداء، بين كافتيريات أقيمت على ضفافها بطريقة غير مشروعة أو فى غفلة من القانون، ومصانع تصرف مخلفاتها، ومواطنون يلقون قمامتهم فى مجرى الترعة. وقال مكرم شاكرمهندس بقطاع حماية النيل بأسيوط، إن الإبراهيمية تعد أعظم الترع التى أنشئت فى عهد الخديوى إسماعيل، ومن أعظم منشآت الرى فى العالم، بدايتها عند مدينة أسيوط حيث تتفرع من نهر النيل، وتنتهى عند قرية أشمنت بمحافظة بنى سويف، ويبلغ طولها 267 كم، وهذا يدلل على عظم شأنها واتساع مداها. ويرجع الفضل فى وضع تصميم الترعة وإنشائها إلى المهندس المصرى دويدار محمد باشا الذى كان مفتشًا لهندسة الرى بالوجه القبلي، وقد تم البدء فى إنشائها سنة 1867،وعمل فى حفرها نحو مائه ألف مواطن مصرى بطريق السخرة (العونة)، وقد استغرق إنجازها نحو ست سنوات. وأوضح مهندس محمد مصطفى مدير مشروعات الرى بأسيوط، أن الإبراهيمية تلقت طعنة غائرة دمرت الملاحة فيها بإنشاء كوبرى أمام قرية منقباد على الإبراهيمية ولم تنتبه الجهة المنفذة له، إلى ضرورة وضع وتصميم فتحة متحركة بهذا الكوبرى، مما أدى إلى توقف الملاحة النهرية تماما بها لأنه حال دون تحرك وعبور هذه السفن ثم توالت الكبارى بهذه الكيفية، مع أن الإبراهيمية كان من الممكن أن تكون مجرى ملاحيا للسفن الصغيرة لامتدادها من أسيوط وحتى بنى سويف وكانت تمر فيها السفن عند مدخل مدينة ديروط. ووجه الحاج محمد عبدالسلام (70 عاما)، صرخة مدوية لكل المسئولين بالمحافظة عليها، قائلا: لقد حفر هذه الترعة أجدادى بدمائهم دون أن يتقاضوا مليما واحدا ومن كان منهم يسقط من التعب ميتا كان يدفن فى المكان نفسه، لقد أخذت الإبراهيمية زهرة شباب محافظة أسيوط وغيرها من محافظات الصعيد والذين كان يتولى الباشوات جمعهم من القرى والأرياف والمدن ويدفعون بهم فى فى عمليات الحفر كل فى مكان سيطرته حتى أن جدى رحمه الله عيد عبدالسلام حكى لى أنه ظل يعمل هو وأخوته سنوات فى شق ترعة الإبراهيمية وكان يحمل على كتفه ناتج الحفر حتى انسلخ كتفاه، فأخذ يحمل فوق رأسه هو وكثير ممن كانوا معه. وأضاف عبد السلام، أن كثيرا من الشباب لقوا حتفهم فى أثناء عمليات الحفر وقد تم دفنهم فى نفس المكان دون أن يعلم ذووهم حتى فوجئوا بالأمر بعد الانتهاء من الحفر تماما، واستنكر ما يحدث الآن من تلويث وتدمير للإبراهيمية سواء من خلال قيام بعض الأهالى بإنشاء كافيتريات على ضفاف الابراهيمة تلقى مخلفاتها داخل الترعة أو غير ذلك مما يتسبب فى نشر الأمراض بين المواطنين من خلال ريهم لأراضيهم الزراعية أو الماشية التى تعتمد على هذه المياه الملوثة. من جانبه قال اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط، إنه بحث مشكلة الصرف الصناعى للمصانع المطلة على النيل وتفريعاته والإجراءات التى ستتبع لمنع وصول هذا الصرف إلى المجارى المائية، عبر إنشاء محطات خاصة لمعالجة الصرف الصناعى أو توفيق أوضاع المحطات الموجودة فعليا بهذه المنشآت الصناعية مع اشتراطات وزارة البيئة.