حلبة الملاكمة خرجت من باب الشقة فوجدتُنى داخل حلبة الملاكمة، وأمامى ملاكم قوى يلوِّح إلىّ مهددًا، اقترب منى ولكمنى بقوة فسقطت على الأرض، غير أن الحكم أعلن فوزى عليه لأنه لكمنى قبل بدء المباراة. سمعت صوت تصفيق حاد من الجمهور، وصعد إلى الحلبة عدد من الأصدقاء لتهنئتى. اقتربت منى امرأة جميلة، وقالت بصوت دافئ إنها لم تكن تعلم أننى ماهر فى الملاكمة إلى هذا الحد. وعاتبنى أبى على اهتمامى بالرياضة أكثر من شئون أسرتى. لمحت المرأة الجميلة تحاول النزول عن الحلبة، فأسرعت ناحيتها فتعثرت قدمى وسقطت. وعندما حاولت النهوض، اكتشف أننى مازلت أمام باب الشقة، واختفت الحلبة والجمهور. وجدت ابنة الجيران تحاول أن تُقِيل عثرتى. تعرَّفتُ فيها على المرأة الجميلة التى تسببت فى سقوطى.
القائمة القصيرة رأيتُنى فى يونيو 1967 فى سباق مع الزمن، حيث توجب علىَّ الذهاب لأداء امتحان التخرج. وفى المعهد فوجئت بالنتيجة معلقةً على سبورة سوداء بجوار باب الدخول واسمى يتصدر قائمة من ستة أشخاص. استطلعت الأمر فقالوا لى: إدارة المعهد ألغت الامتحانات بسبب الحرب، والنتيجة أُعلنت بناءً على تقديرات الأساتذة، فغمرتنى الفرحة لتصَدُر اسمى كشف الناجحين. لم تَدُم فرحتى طويلاً عندما أخبرتنى زميلة كانت تهلل بسعادة سألتها لماذا هى سعيدة هكذا واسمها ليس من الناجحين، عندها زادت ضحكاتها وقالت: هذه قائمة بأسماء الراسبين. غمرنى الحزن لأنى يتوجب علىّ إعادة السنة بدلا من التجنيد فى الجيش مع الناجحين. قميص الأحلام نقلت مجموعة من قصص الأحلام التى كتبتها سابقًا على لافتة كبيرة من القماش بخط واضح، وعلقتها فى مدخل العمارة التى أسكنها، وراقبت السكان فى دخولهم وخروجهم وكلى أمل أن يقرأوا قصصى. لم ينظر أحدهم إلى اللافتة . ... انتزعتها من مكانها وذهبت بها إلى الترزى ليفصِّل لى منها قميصًا. وخرجت من عنده مرتديًا قميص الأحلام، وذهبت إلى عملى ففوجئت بعدد كبير من الزملاء يرتدون قمصانًا مشابهة لقميصى. اقترح أحد الزملاء على رئيس الهيئة إجراء مسابقة لأجمل قميص من القمصان المكتوب عليها قصص الأحلام، وافق رئيس الهيئة وشكَّل لجنة من كبار الموظفين، وفُحصت كل القمصان المشاركة. أعلن رئيس لجنة التحكيم حجب الجائزة لأن القمصان كلها نسخة من أصل واحد. قدم الزميل صاحب اقتراح المسابقة إلى رئيس اللجنة بعض الأوراق زاعمًا أنها أصل قصص الأحلام المطبوعة على قميصه. فحص رئيس اللجنة الأصول جيدًا وكذلك قميص الزميل، ثم سلمه الجائزة وشملت الجميع حالة من الرضا. فتحت حقيبة المستندات لأبحث عن أصول قصص الأحلام التى كتبتها فاكتشفت أنها قد سرقت . مسرحية واقعية صعدت إلى الدور العلوى، ودخلت شقة الجارة، فرأيتها مقتولة . ... انزعجت بشدة، وحاولت مغادرة المكان . ... انهارت الأرض تحت قدمى . ... سقطت إلى شقتى. لملمت نفسى من أثر السقوط وحاولت الخروج، وجدت الباب مغلقًا بإحكام. شخص دق الباب وقال إنه شرطى، ويريد التحقيق فى جريمة القتل. ظهر رجل من السقف المنهار، وألقى ناحيتى بجثة الجارة المقتولة، فعادت إليها الحياة من جديد، وذهبت إلى الحمام لتنظيف نفسها من آثار الجريمة. انفتح باب الشقة ودخل الشرطى . ... وسمع صوت جارتى تغنى فى الحمام . ... الشرطى يفتح الباب على مصراعيه ليساعد أحد العمال على الدخول وهو يحمل بكلتا يديه سلمًا مزدوِجًا كبيرًا . ... نظرت إلى السقف المنهار ورأيت العامل يضع السلم على الأرض، بينما الجارة تخرج من الحمام فى كامل ثيابها وزينتها، تغمز إلىَّ بعينها وتشير ناحية الشرطى الواقف أمام الباب، وتقول: هذا زوجى وهو ممثل وليس شرطيًّا. وظهر بالباب شخص مضطرب الملامح مشوش الشعر فأشارت إليه وقالت: وهذا هو المخرج الكبير. فاستبدت بى الدهشة وقلت: أنتم تعيثون فسادًا فى منزلى. ضحكت وقالت: نحن نتدرب على تمثيل مسرحية واقعية. صحت غاضبًا: وما علاقتى بكل هذا ؟ ارتفعت ضحكاتها وقالت: هل نسيت أنك مؤلف هذه المسرحية؟ العهد البائد ذهبت لصرف معاشى الشهرى من مطعم الفول المجاور لمنزلى، فقال لى صاحب المطعم إنه قد تم تحويل صرف المعاشات إلى وزارة الخزانة . ... وعندما وصلت إلى الصراف بمبنى وزارة الخزانة، قال إنه ليس لديه إلا عملات معدنية من فئة الخمسة قروش والعشرة قروش !! ما باليد حيلة . ... حملت صندوقًا يزن عشرين كيلو جرامًا، وكانت المفاجأة أنها كانت كلها من عملات تذكارية . ... ذهبت إلى تاجر العملات واتفقنا على استبدال صندوق العملات المعدنية بأوراق بنكنوت من فئة الجنيه والمحلاة بصورة الملك السابق . ... عدت إلى محل الفول لأكتب على المائدة التى اعتدت الجلوس إليها يوميًّا فى ذات الموعد. كتبت قصة قصيرة جدًّا، وتناولت فولاً بالزيت الحار. وعند الانصراف قدمت إلى صاحب المطعم ورقة نقدية عليها صورة الملك السابق ثمنًا للطعام . ... فوجئت بضابط شرطة يلقى القبض علىَّ، ويتهمنى بالترويج لعودة العصر البائد، وصادر أوراق النقد التى أحملها، والأوراق التى كتبتها . خطأ بسيط المترجم يعمل حتى الساعات الأولى من الصباح، ويساعده ولده، وزوجته تقدم إلينا الشاى، ثم تدخن الشيشة بعد وضع قطع حشيش صغيرة على الحجر. واكتفى ابنها وزوجها بتدخين السجائر الملفوفة. لأن النوافذ محكمة الإغلاق استنشقت كمية كبيرة من الدخان الأزرق. سلمنى المترجم النص، وعنوان الدكتور نبيل الذى سيتولى إرسال النص إلى دار النشر الأمريكية. فى مكتب الدكتور نبيل سلمنى بنفسه استبيانًا فيه عدد كبير من الأسئلة، وطلب منى الإجابة عليها بنعم أو بلا. أجبت عليها وأنا أشعر بالإعياء بسبب هذا الدخان الذى استنشقته عند المترجم. أعدت أوراق الاستبيان إلى الدكتور فرَاحَ يتأملها فى استغراق ثم قال إننى أحتاج لعلاج مكثف وسريع. دُهشت وأكدت له أننى فقط أريد إرسال النص إلى دار النشر الأمريكية. فوجئت بشخص يشل حركتى . ... وقام الدكتور نبيل بحقنى فى الوريد، وسرعان ما غبت عن الوعى. حين استعدت وعيى اكتشفت أننى نزيل بمصحة للأمراض العقلية. وأحدهم يٍسألنى عن حالى فقلت إننى أريد إرسال النص إلى دار النشر الأمريكية، فحقنونى من جديد. وبعدما أطلقوا سراحى اكتشفت أننى وقعت فى خطأ عجيب فهناك دكتور نبيل فى المنزل رقم 6، ودكتور نبيل آخر فى المنزل رقم 6 مكرر.