الفنان حسن يوسف واحد من الكبار في منظومة الفن المصري خاصة في أداء الأدوار الدينية والتاريخية التي يجيدها بإتقان وتفرد جعلته يحوز علي رضا المشاهدين في معظم أعماله وفي هذا الحوار معه قال. كنت أستعد لبدء تصوير مسلسل زائر من الماضي تأليف مدحت يوسف وإخراج رائد لبيب ولكن فوجئت بأن صوت القاهرة لم يدرج العمل في الخطة الحالية ولم أعرف الأسباب التي أدت إلي تأجيله. هناك عمل آخر هو الجزء الثاني من مسلسل مسألة كرامة للمؤلف أحمد هيكل ولكنه لن يلحق بالعرض في رمضان المقبل لأن المؤلف لم ينته من كتابته بالكامل. حتي الآن أنا خارج الدراما الرمضانية إلا إذا جد جديد في الفترة القليلة المقبلة. علي القطاع العام إنتاج مسلسلات دينية وتاريخية كما كان يحدث في الماضي, لأن القطاع الخاص لن يقوم بهذه المهمة التي لا تدر ربحا, وهذا دور الدولة في المساهمة والدعم للأعمال التي تقدم المضمون الجيد بعيدا عن المكسب والخسارة. إجادتي للدراما الدينية والتاريخية نابع من ايماني بقيمة هذه الأعمال وانها هي الباقية بغض النظر عن ضعف المقابل المادي الذي اتقاضاه. علينا كفنانين أن نقدم الفن الذي يخدم مجتمعنا في شتي المجالات وأن نقدم أعمالا تتناسب مع المرحلة الحالية والمستقبلية وتتناسب أيضا مع اختيارات الشعب المصري لنوابه في البرلمان بمعني أن نكون علي قدر التغيرات المجتمعية ولا نغفل عن مطالب الشعب في التغير للأفضل. لا أخاف علي الفن من صعود التيار الديني خاصة إذا تفهمنا نحن الفنانون أن الفن في مجمله لابد وإن يكون هادفا وذا رسالة في التوعية والبهجة والرقي بالأحاسيس والمشاعر الطيبة, والفن كما قال لي الشيخ الشعراوي مثل الكوب ممكن أن تحتسي فيه الشاي وممكن ان تتناول فيه الوسكي, وقرأت للشيخ الغزالي رحمه الله مقولة أن الدين الصحيح والفن النبيل يلتقيان دوما ولكنهما يفترقان إذا كانت الأعمال الدرامية التي تقدم هابطة ومنحرفة. الدراما التركية والسورية تقدمت بسبب الاهتمام بها والصرف عليها بشكل كبير من الدولة والمنتجين ونحن تأثرنا كثيرا بالظروف المالية الصعبة وعدم التخطيط والرؤية للفن كصناعة واقتصاد يمكن أن يدر دخلا للدولة بشكل كبير. أقول للفنانين تعالوا نراعي تقاليد المجتمع وما حثنا عليه الدين الإسلامي والمسيحي في أن نكون مساهمين في الرقي بالذوق العام والسلوكيات التي افتقدناها بتقديم أعمال فنية أسهمت في تدني الأخلاقيات في المجتمع في السنوات الأخيرة. أعترف أن هناك أخطاء في المرحلة الانتقالية منذ قيام الثورة ولكن علينا أن نتحلي بالصبر لأن النتائج تحتاج إلي بعض الوقت لأن فساد ثلاثين عاما لا يمكن أن نقضي عليه في سنة أو سنتين وأنا متفائل بالمستقبل لمصرنا الحبيبة.