من عجائب الأمور ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط وعالمنا العربي علي وجه التحديد فالذين لايملكون قدرات نووية وهم الدول العربية وقعوا علي معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية, ومن يملك هذه القدرة وهي إسرائيل لم توقع علي هذه المعاهدة, والخطورة في عدم توقيع اسرائيل أنها دولة لاتحترم القانون او الاتفاقيات الدولية وتدعمها في ذلك الولاياتالمتحدة والفيتو الامريكي جاهز وبشكل دائم ضد أي ادانة لاسرائيل, والحقيقة أن الواقع العملي يقول إن القانون وحده ودون قوة تحميه هو مجرد حبر علي ورق بلا قيمة... واسرائيل التي تملك003 قنبلة نووية وحربا بيولوجية وكيماوية قاتلة لاتكتفي بما تملك بل هي تضرب أي محاولة لامتلاك أي دولة من دول الجوار أسلحة نووية. وبرغم أن مصر وقعت علي اتفاقية منع الانتشار النووي فإنها وطبقا لتصريحات الدكتور أسامة الباز لم تصادق عليها حتي الآن ومن هذا المنطلق فإن توقيعها هذا بلا تصديق لايلزمها بشيء, ومصر لن تصادق عليها إلا اذا انضمت اسرائيل للاتفاقية.. وخلال حرب اكتوبر37 وزعت اسرائيل علي وحدات طيرانها31 قنبلة نووية لاستخدامها ضد مصر لكنها لم تستخدمها بعد نجاحها في عملية ثغرة الدفرسوار, كما بحث ديان والقادة الاسرائيليون في حرب اكتوبر توجيه ضربة نووية لسوريا والقيام بتدمير ومسح أربع مدن سورية من الوجود هي دمشق وحلب وحمص واللاذقية, فإسرائيل عشية حرب أكتوبر37 كانت تمتلك31 قنبلة نووية معدة للاستخدام ومزودة بأجهزة التوقيت وتم رفع درجة الاستعداد النووي يوم8 اكتوبر بعد فشل ضربتها المعتادة لقواتنا التي اقتحمت خط بارليف آخذة في التقدم وطلب ديان من كيسنجر انقاذ اسرائيل وإلا ستضطر لاستخدام الملاذ الأخير( الخيار شمشون) أي السلاح النووي لانقاذ المعبد الثالث( بعد تدمير كيان اليهود مرتين في التاريخ القديم). كما أعلنت اسرائيل رفع استعدادها النووي مرة أخري في العاشر من يناير47 حين اقترب موعد تمام استعداد القوات المصرية.. لتصفية ثغرة الدفرسوار والتي صدق عليها الرئيس السادات رحمه الله.. وتدخل مبعوث العناية الإلهية الأمريكية هنري كيسنجر وتم عمل فصل بين القوات.. هذه هي اسرائيل التي تتباهي بأن لديها قنبلة نووية لكل مليون عربي من المحيط الي الخليج وهذه هي اسرائيل التي قتلت علماء الصواريخ المصريين زمن عبد الناصر وقتلت علماء الذرة المصريين مثل دكتور مشرفة وسميرة موسي ويحيي المشد وغيرهم الكثيرين.. الغريب أن اسرائيل عندما تشعر بقوة العرب تقشعر أبدانها وتفكر في المهادنة, وعندما تشعر بضعفهم يركبها الغرور وغطرسة القوة والدليل علي ذلك أنه قبل اندلاع حرب الخليج التي اشعلها صدام حسين ووضوح قوة صدام العراق نشرت صحيفة عال همشمار الاسرائيلية ان اسرائيل في ظل حكومة اسحاق شامير تبدي استعدادها للتوقيع علي معاهدة اخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل مع مصر والعراق بشرط ان يتمكن رجلها في مصر الرئيس المخلوع حسني مبارك من اقناع صدام بالموافقة... غير أن الرياح لم تأت بما تشتهي السفن, فقد تحطمت القوات المسلحة العراقية البوابة الشرقية للعرب وتراجعت اسرائيل التي لاتفهم غير لغة القوة عن استعدادها الذي أبدته سابقا, ورغم ما تملكه اسرائيل من أسلحة نووية كما وكيفا إلا أن ما تملكه من اسلحة بيولوجية وكيماوية لايقل خطورة او تأثيرا عن النووي..