رغم التهديدات الأمريكيه السابقة بقطعها وبعد كل ما قيل من هنا وهناك إقترح الرئيس الأمريكى أوباما أخيراً مساعدات عسكرية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار فى العام المالى القادم وطلب من الكونجرس الحفاظ على حجم المساعدات السنوية لمصر. المصريون ومع التهديد الأمريكى المستمرعلى خلفية أزمة المنظمات الأمريكية بمصر دعوا إلى الاستغناء عن تلك المعونة وأثارت دعوة الشيخ محمد حسان بتجميع مبلغ المعونة من المصريين أنفسهم إستحساناً من قطاعات عديدة. المصريون البسطاء أخذوا الدعوة مأخذ الجد ووصل الأمر بهم إلى أن قام عمال مطحن بحى مدينة السلام بتوجيه دعوة للتبرع بأجر يوم كامل لصالح الاقتصاد المصري، والموازنه العامه للدولة، ردًا علي هذه التهديدات الأمريكيه وطالبوا بتوصيل صوتهم للمسئولين أيضاًعن رفضهم أي دعوة للعصيان المدني .. ! وبينما يعبر هؤلاء البسطاء الذين يكسبون القليل عن إنتماءهم وعزتهم ببلدهم بأجر يومهم نرى على الجانب الآخرتدور معركة تصريحات ومحاضر فى الأقسام لأن مذيعة شهيرة بإحدى القنوات التى خرجت تتحدث بإسم الثورة وحاملة للواءها تركت القناة وعلى حد قول ادارة القناة أن السبب فى ذلك هورفضت المذيعة خفض راتبها الشهرى من 275 ألف جنيه شهرياً الى 100 ألف فقط ..! أما باقى إعلامى الثورة الذين يؤيدون ويدعمون العصيان والمسيرات الى الآن ويرون فيها - على حد قولهم - إمتداداً مطلوباً لبقاء الزخم الثورى لتحقيق الكرامة الوطنية وتحقيق العيش والعدالة الاجتماعية للمواطن البسيط وبين هذا يطالبون المجلس الأعلى للقوات المسلحة بترك الإدارة فوراً لمجلس رئاسى أو لمجلس الشعب فهم لم يحركوا ساكناً فى مساندة الدعوة الشعبية ولم يقل أحداً منهم انه سوف يتبرع بيوم أو حتى ساعة واحدة من أجره الذى يحصل عليه بالملايين ..! وهكذا هى مصر الآن وهذا هو الفارق بين هذا المواطن البسيط وبين كل من يتاجر بآلام هذا المواطن حتى يجمع هو الملايين على أنقاضه ..! لقد أثبت المواطن المصرى البسيط الذى يجلس فى بيته ينظر ويراقب ويلمح ويفهم ويحلل أنه كعادته بات قادراً تماماً علىى الفرز بين الغث والثمين ..وأصبح يعى متى يساند من يقفون معه ومتى يتوقف عنهم عندما يرى فى نفسه وسيلة لتحقيق أهدافهم هؤلاء.. وجاءت الدعوة الشعبية للمواطنين البسطاء برفض المعونة الأمريكية بعيداً عن حسابات المكسب والخسارة فى ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد انطلاقاً من مفهوم الكرامة الوطنية بعد تهديد أمريكى بمنعها..وكذلك الرفض الكاسح لدعوة العصيان المدنى التى دعى البعض إليهاً وزيادة الإنتاج فى نفس يوم العصيان عن غيره من الأيام الأخرى لتعيد الى أذهان الوطن قدرة مواطنيه البسطاء على تجاوز أفكار تجار الحديث بإسمه. لقد أثبت المواطن المصرى البسيط الذى ربما يجد رزقه يوماً بيوم ومع كل حدث نتصور أنه بات أغلبية صامتة فى بيته لايتحرك ولايخرج عن صمته تاركاً الساحة لأصحاب الأصوات الزاعقة أنه الأكثر وعياً والأكثر إنتماءاً والأكثر مصرية لهذا الوطن هو لايخشى ضيق العيش مادام الأمر على حساب كرامة وطنه وهو لايقبل وصاية فئة نخبوية محترفة فى أصول الخطابة والتنظير والإدعاء والتربيطات بين بعضها البعض مادام يشعر أنها تزايد وتلعب بالوطن فى سوق تجارتها بالملايين, هو لايرى أنه أقل من هؤلاء حنكة وذكاءاً لكنه لايقبل على نفسه أن يكون سلعة رخيصة فى سوق من يدفع أكثر حتى لوكان الأمر على أنقاض وحدة بلده إنه المصرى البسيط لذى أثبت للعالم أنه صاحب المفاجآت الكبرى فى التاريخ هو قد يقع فى الجولة الأولى لكنه يعود لينهى مباراته بالقاضية .. وهو قد ينبهر بحلو لسان هؤلاء الذين يدعون الدفاع عنه والحديث بإسمه عن آلامه لكنه يقذف بهم بعيداً عن وجهه عندما يعى بحسه أنهم يتاجرون بأحلامه فى وطن نظيف .. وماأكثرهؤلاء فى زمن مابعد الثورة! المزيد من مقالات حسين الزناتى