فى المدرسة بتاعتى قالوا لى إن لو فى حاجة كبيرة عندك أو عزيزة علينا زى بلدنا ومحتاجه حاجه، لازم كلنا نعملها، وأنا شفت إن مصر فى مشكلة ومحتاجة تبرعاتنا فاتبرعت لها بعيديتى ولسه هحوش من مصروفى عشان اتبرع لها تانى لقناة السويس، نفسى مايبقاش فى مصر فقر ونفسى مصر تبقى أحلى من كل الدنيا، عشان كده هقنع كل أصحابى يتبرعوا معايا عشان مصر.. بهذه الكلمات سطرت مريم ابنة العشرة أعوام درسا جديدا فى تاريخ الوطنية المصرية ونسجت من جنيهاتها القليلة أنشودة للتفانى والعطاء. ولم تكن وحدها ف"لوجين" الطالبة بالصف الرابع الإبتدائى أيضا نالت الفكرة استحسانها وقررت التبرع بجزء من عيديتها قائلة "أنا كمان لازم أساعد مصر عشان الفقراء والمرضى وعشان ميبقاش عندنا مشاكل فى الكهربا والميه وكمان عشان حفر قناة السويس.. نفسى أشوف مصر زى زمان قوية، زى عبد الناصر وتتقدم فى التكنولوجيا، مش عايزاها تحتاج حد غيرنا عايزه إحنا بس المصريين اللى نديها.. ولو معايا أكتر كنت هاديها أكتر.." كانت الساعات الأولى للعيد حيث اعتادت الجدة سعاد مصطفى أن تجمع أحفادها مريم ولوجى وعمر ويحيى ودينا فى منزلها لتمنحهم "العيدية" لكنها فوجئت بأحفادها وقد أينعت ثمار ماغرسته فيهم من وطنية وآن لمصر ان تحصد طيب أرضها ليخبروها أن "عيديتهم" هى أن تحيا مصر.. ان تحيا مصر قوية كعبد الناصر، غنية بلا فقراء، أحلى من كل الدنيا.