انقطاع التيار الكهربائى مشكلة قديمة لكنها تفاقمت فى الآونة الأخيرة بسبب اعتماد الدولة على الوقود التقليدى، على الرغم من اتجاه العديد من دول العالم إلى الطاقة البديلة المسماة بالطاقة الجديدة والمتجددة، ومن هنا أجرى الدكتور عادل نصار رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم فى جامعة المنوفية بحوثا مع فريق البحث بالكلية من أجل توليد البيوديزل من نبات الخروع. البحوث جاءت نتائجها مذهلة. فقد أنتجت زراعة 200 فدان من الخروع وقود البيوديزل الذى يحقق لمحافظة المنوفية الاكتفاء الذاتى منه بما يمكن استخدامه فى العديد من الأغراض، ومنها توليد الكهرباء، مما شكل مطلبا مهما بتخصيص مساحة 200 فدان من الظهير الصحراوى بمدينة السادات لزراعة نبات الخروع على مياه الصرف الصحى المعالجة، وإنشاء محطة لتحويله إلى بيو ديزل، واستخدامة كبديل للوقود التقليدى . كذلك تم تدشين مركز تدريب فى كلية الهندسة بالجامعة لتدريب طلبة الكلية والمدارس الصناعية على كيفية صيانة البطاريات والسخانات الشمسية لحل مشكلة الندرة فى هذا المجال، ونشر ثقافة الاعتماد على الطاقة الشمسية بين المواطنين الذى أصبح مطلبا ضروريا فى ظل الانقطاع المستمر للكهرباء. الطاقة المتجددة يقول الدكتور أبوالمحاسن الحنفى أستاذ القوى الكهربائية بالكلية إن الطاقة المتجددة هى المولدة من مصدر طبيعى غير تقليدي، ومستمر، ولا ينضب، ويحتاج فقط إلى تحويله من طاقة طبيعية إلى أخرى يسهل استخدامها بواسطة تقنيات العصر. فالإنسان - كما يقول - يعيش فى محيط الطاقة، وأقوى المولدات على الإطلاق هى الشمس، ومساقط المياه وحدها قادرة على أن تنتج من القدرة الكهرومائية ما يبلغ 80% من مجموع الطاقة التى يستهلكها الإنسان، ولو سخرت المياه لأنتجت من الكهرباء ضعف ما ينتجه الماء اليوم، ولو استخدمنا المد والجزر فى توليد الطاقة لزودتنا بضعف حاجتنا منها، إذ استحوذت هذه الطاقات المتجددة على خيال الرأى العام وصانعى القرارات واهتماماتهم على حد سواء. ويذكر الدكتور أبوالمحاسن أن أفضل ما يتناسب مع جغرافيا ومناخ مصر هو الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة الكتلة الحية، وطاقة المساقط المائية، إلا أن الشمس هى الأفضل على الإطلاق. ويشدد على أن الأهمية الاقتصادية للشمس تكمن فى استغلالها فى توليد الكهرباء من خلال شرحه لأحد النماذج الذى يعتمد على الطاقة الشمسية (مصانع الطاقة الحرارية الشمسية)، وفيها يتم تركيز ضوء الشمس فى نقطة واحدة من خلال مرايا ضخمة، وتستخدم الحرارة التى تنتج لتوليد البخار الحار المضغوط الذى يشغل توربينات توليد الكهرباء الوقود الحيوي من جهته، تناول الدكتور عادل نصار مصدر الطاقة الرئيسى فى العالم، وهو الوقود الأحفورى، ويشمل (البترول، والغاز الطبيعى ، والفحم الحجري)، وأن من أهم مشكلات استخدامه: تلويث الهواء بالغازات مثل ثانى أوكسيد الكربون وثانى أوكسيد الكبريت والاستنزاف وعدم الاستدامة نظرا لأن الاستهلاك أكبر من الناتج، لذا فهو مورد متآكل، وآخذ بالنفاد، الأمر الذى جعل العالم يبحث عن مصادر جديدة ومتجددة للطاقة، وفى الوقت نفسه غير ملوثة للبيئة. ويؤكد أن الوقود الحيوى من أهم صور الطاقة المتجددة الصديقة للبيئة، وهو الطاقة المستمدة من الكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية منها، وقد بدأت بالفعل بعض المناطق بزراعة أنواع معينة من النباتات خصيصاً لاستخدامها فى مجال الوقود الحيوي، ومنها الذرةw وفول الصويا فى الولاياتالمتحدة، واللفت فى أوروبا، وقصب السكر فى البرازيل، وزيت النخيل فى جنوب شرق آسيا. ويشير إلى الحصول على الوقود الحيوى أيضا من التحليل الصناعى للمزروعات والفضلات وبقايا الحيوانات التى يمكن إعادة استخدامها مثل قشر الخشب والسماد، وقشر الأرز، والمجارى، وتحلُل النفايات، والمخلفات.