فى أول مدرعة تصل إلى اعتصام النهضة بمحيط جامعة القاهرة ووسط الدخان تقدم ليرى إرهابيا و حوله زوجته وأولاده الصغار، فطالبه بالخروج الآمن ليغافل الشهيد برصاصة الغدر، و برغم إصابته رفض إطلاق الرصاص عليه أمام أولاده، الشهيد النقيب محمد محمود عبدالعزيز الذى حاولنا الحديث مع والدته فلم تستطع سوى البكاء، فالتقينا والده الذى أجابنا بكلمات تقطر دما ودموعا. تماسك محمود عبدالعزيز والد الشهيد محمد قليلا، وهو يقول: عندما شاهدت الرئيس السيسى يفتتح مشروع قناة السويس الجديدة شعرت بأن دم إبنى لم يذهب هدراً وكلما أشاهد مصر تستقر وتتحسن الأوضاع بها أشعر بأن إبنى يشارك فى ذلك وعن الشهيد قال إنه كان يتمنى دخول الشرطة منذ طفولته بل إنه كان يتمنى الشهادة وكان مهتما بلياقته البدنية، متفوقا فى دراسته وعمله.. قبل الفض استيقظ يوم أجازته على تليفون أخبرنا بعده بأنه سيعود للعمل ولن يستكمل إجازته وهنا انقبض قلبى وقلب والدته. وعن لحظات الموت يقول والد الشهيد إنه روي له أثناء إصابته ما حدث حيث إنه كان يقود أول مدرعة بدأت في اقتحام ميدان النهضة حتى وصل إلي كلية الهندسة وسط قنابل الدخان الكثيفة و كان المعتصمون يفرون إلا أنه فوجئ بشخص يجلس إلى جوار سور الجامعة ومعه زوجته وأطفاله فاقترب منه وقال له لو انت مش خايف على نفسك حتى خاف على زوجتك وأطفالك الصغار وأثناء حديثه معه أصيب مجند من مجموعة الشهيد فأسرع لإنقاذه فكانت رصاصة الغدر من الشخص الذي أمنه، و كان الشهيد يستطيع إطلاق الرصاص عليه حتي بعد إصابته إلا أنه رفض خوفا من أن يرى أولاده أباهم قتيلا أمامهم فيمتلئ قلبهم كرها للشرطة طوال حياتهم ويقول وكأنني أشاهد أمامي أبناء شقيقتي الذين أحبهم جدا وهنا ينقبض قلب الأب المكلوم ويقول: وكأننى كنت أشعر فقمت بالإتصال علي هاتفه ليجيبني مجند من مجموعته و يخبرني بإصابته وكأنى قلبى قد توقف وتنهمر دموع الأب باكيا: محمد كان فيه كل صفات الدنيا الجميلة فكان حنونا ورجلا خلوقا، حيث أجريت له عدة عمليات جراحية وتقرر نقله إلى أحد المستشفيات بلندن لتلقى العلاج إلا أنه بعد شهر هبطت بمطار القاهرة الدولي الطائرة المصرية وعلى متنها جثمان شهيد الواجب. وبعد عام من هذا المشهد الأليم يقول والد الشهيد إن القصاص العادل و الناجز من الارهابيين سيريحنى و يريح جثمان الشهيد فى مرقده.