أكد المدبر البطريكى للكلدان فيليب نجم أن مسيحيى العراق صودرت ممتلكاتهم وخرجوا مجردين إلا من ملابسهم وعانوا أشد معاناة من تنظيم داعش الارهابى الذى خيرهم بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مغادرة البلاد , ووصف الموقف الامريكى والغربى بأنه مخز وغير مشرف للإنسانية , وحمل المالكى رئيس الوزراء العراقى مسئولية كل ما جرى للعراقيين مسيحيين ومسلمين , ووصف الرئيس السيسى بأنه رمز من رموز الأمة العربية مؤكدا أن التاريخ سيتحدث عن هذا الرجل بكل تقدير وإجلال لانه بذل كل مافى وسعه لخلاص مصر والى تفاصيل الحوار : بدون تهوين أو تهويل ماذا جرى للمسيحيين وكنائسهم وممتلكاتهم فى العراق ومن وراء ذلك ؟ كلنا نعلم من خلال وسائل الإعلام أن المنظمة الإرهابية التى تسمى داعش و التى تدعى الاستلام وهى ليس لها أى علاقة بالدين الاسلامى الحنيف دخلت بلدة الموصل فى الأسبوع الأول من شهر يوليو الماضى وتوقعنا أن يتصدى لها الجيش ولكنه للأسف انسحب من البلدة فبدأوا فى تهديد المسيحيين وخيروهم بين اعتناق الإسلام , أو دفع الجزية , أو مغادرة البلاد , فحمل المسيحيون أمتعتهم وغادروا بيوتهم ولكن داعش صادرت ممتلكاتهم وتركتهم مجردين إلا من ملابسهم وحرقت الكنائس واستولت على مقار الأساقفة . كم عدد من تم تهجيرهم من مسيحيى العراق ؟ من تم تهجيرهم مئات فليس لدينا حصر دقيق للأعداد ولكن عموما المسيحيين فى العراق كان عددهم قبل 11 سنة أى قبل سقوط نظام صدام حسين نحو مليون و300 ألف – وأصبحوا حاليا نحو نصف مليون من أصل نحو 13 -14 مليون عراقى . ما هو تفسيركم للموقف الامريكى والغربى عموما تجاه ما جرى للمسيحيين فى العراق ؟ موقف غير مشرف ومخز بحق الإنسانية , وأكثر من ذلك لن أقول . هل تنظيم داعش صناعة أمريكية ؟ أى من كان وراء صناعة داعش أو غيرها من المنظمات الإرهابية , واستخدام الإسلام فى مكونات هذه الصناعة فلابد أن نتصدى لهذه المنظمات الإرهابية بكل الطرق لأنها تشوه سمعه هذا الدين الذى حقق التعايش السلمى بين كل المواطنين فى كل الدول العربية ولا يوجد دين او رسالة سماوية أو حتى إنسانية تأمر بالموت والقتل وسفك الدماء كما تفعل داعش ومن على شاكلتها , لا يوجد دين يقول لإنسان عليك أن تبيد أخيك الإنسان . لماذا هناك عنف مبالغ فيه ضد المسيحيين فى العراق ومن ورائه ؟ نحن أبناء كنيسة سلام ولا نعرف سوى لغة التعامل السلمى مع الاخر ومن يمارسون القتل والعنف ضدنا يريدون إيجاد رأى عام عالمى نحو قضاياهم , وأنا كمواطن عراقى احمل المالكى كل المسئولية تجاه ما جرى للعراق وكل العراقيين مسلمين ومسيحيين فهو رئيس الوزراء والمفروض ان من أولويات حكومته حماية المواطن العراقى ولكن للأسف فى عهده استبيحت كل العراق . هل كان صدام حسين مظلة حماية لمسيحيى العراق ؟ صدام حسين كان مظلة حماية لجميع المكونات الأساسية الموجودة فى العراق وكان رئيس دولة بمعنى الكلمة وكانت العراق فى عهده دوله مؤسسات ودوله ذات سيادة وكل العراقيين يترحمون عليه وعلى أيامه . فى تقديرك ماذا حمى مصر خاصة مسيحييها خلال السنوات الاخيرة بعد ثوره يناير وخلال حكم الإخوان ؟ مصر لديها خصوصية لا توجد فى أية دولة عربية فلا يستطيع احد ان يفرق بين مسلم ومسيحى سواء فى ملامح الوجه او الأسماء أو المضمون او العادات والتقاليد لأنها متداخلة فى بعضها البعض وهذا يدل على التعايش الحقيقى السلمى المبنى على المواطنة والمحبة واحترام الأخر , وقد حاول الكثيرين زرع الفتنه الطائفية فى مصر ولكن وعى الشعب المصرى تصدى للفتنه ولم يعطها أى مجال للدخول والتوغل وتفتيت البلد . كيف ترى مقولة ان الموروث الحضارى المصرى هو الذى اسقط حكم الإخوان فى مصر فى 30 يونيو ؟ الذى اسقط حكم الإخوان فى 30 /6 هو الشعب المصرى بوعيه وعمقه الحضارى وفهمه لأهمية التنوع فى حماية وقوة المجتمع وتقدمه – الفكر الشعبى الوطنى هو الذى اسقط حكم الإخوان عندما خرج المصريون لتقرير مصيرهم بغض النظر عن اى انتماء دينى او سياسى او طائفى الجميع خرجوا على أساس وطنى وقالوا الدين لله والوطن للجميع , وهذه بلدى وهذه أرضى يجب أن ندافع عنها بقوة وإرادة، وسوف يتحدث التاريخ عن الرئيس عبد الفتاح السيسى بكل التوقير والتقدير باعتباره رمزا من رموز الأمة العربية. لأنه بذل كل مافى وسعه لخلاص مصر وهو ابن بار لمصر وادعو كل المصريين لمساندته . من أنت وما معنى المدبر البطريكى ولأى طائفة ينتمى مسيحيو العراق ؟ أنا فيليب نجم ولدت فى العراق وعشت حياتى كلها فى أوروبا وحاصل على الدكتوراة فى القانون وفى القانون الكنسى من روما ومكلف بتدبير شئون الكلدان فى مصر من أربع سنوات وعددهم بالمئات , والمدبر البطريركى هو الشخص المعين من قبل بابا الفاتيكان للقيام بالرعاية الروحية والدينية للمسيحيين الكاثوليك بمنطقه لا يوجد فيها مطران , ومسيحيو العراق جميعهم ينتمون للطائفه الكلدانيه الكاثوليكية و الكلدان، تسمية تاريخية تشير من حيث القومية الى الكلدانيين الذين كانوا يعيشون فى بلاد مابين النهرين وأسسوا الحضارة الكلدانية , كما تشير للدين بعد اتحادها مع كنيسة روما سنة 1553 . -, ماذا تقول لتنظيم داعش ؟ توبوا وارجعوا إلى الله وعيشوا الإسلام الحقيقى المستند إلى القرآن الكريم الذى قال ( لا إكراه فى الدين وقال جادلهم بالتى هى أحسن ، أنا كمسيحى أدافع عن الإسلام لأننى عرفته وعرفت مسلمين حقيقيين يؤمنون بهذا الدين السمح ويعرفون حقوق الآخر وواجبهم تجاه أصحاب الديانات الأخرى .