انتحر رئيس الطيران المدني في اليابان عندما وقع حادث التصادم المروع عام 1971 بين طائرتين احداهما مدنية والأخري عسكرية فوق طوكيو وراح ضحيته 62 شخصا, كما انتحر رئيس هيئة السكك الحديدية بعد حادث تصادم قطارين في منطقة شيجا قتل فيه 70 راكبا.. أما هؤلاء فقد استقالوا وأعلنوا تقديم أنفسهم إلي المحاكمة عن الإهمال والتقصير: شي هوا مدير إدارة الدولة لحماية البيئة في الصين عقب تسرب كيماوي من مصنع للبتروكيماويات إلي نهر سنغهوا أدي إليقطع امدادات المياه عن 3 ملايين صيني, ولويس ثوما وزير داخلية بلجيكا بسبب مصرع سيدة نيجيرية في أثناء ترحيل الشرطة لها بالقوة, وليسيان اينهايم وزير الصحة العامة في فرنسا عندما اجتاحت بلاده أسوأ موجة حارة وقتلت 600 من كبار السن عام 2003 وجون كاليميريس رئيس الإذاعة والتليفزيون في اليونان عندما انقطع الإرسال التليفزيوني في أثناء مباراة منتخب بلاده ونظيره الكوري خلال الدورة الأوليمبية في أثينا. المسئولون أو الوزراء استقالوا أو انتحروا في لحظات من يقظة الضمير والصدق مع النفس والإحساس بالتقصير, أما عندنا في مصر فلم يتقدم أحد باستقالته عن إهماله وتقصيره في حادثة عبارة السلام 98, وعندما استقال د.ابراهيم الدميري وزير النقل فور كارثة احتراق قطار الصعيد هاجمه البعض واعتبروه راغبا في الشهرة, وعندما قدم فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق استقالته عقب احتراق مسرح بني سويف الذي راح ضحيته 62 مصريا, رفضها الرئيس المخلوع حتي لا تصبح استقالة الوزراء والمسئولين ثقافة وتقليدا قابلا للتكرار. وبعد ثورة 25 يناير المجيدة, اتعجب كل العجب من بعض القادة والوزراء والمسئولين عن التقصير والتباطؤ والإهمال أو الضلوع في جرائم ماسبيرو ومسرح البالون وامبابة ومجلس الوزراء وشارع محمد محمود وكشف العذرية ثم أخيرا مذبحة بورسعيد, الذين يؤثرون مقولة أغمض عينيك تري! أي أغمض عينيك عن تلك الجرائم حتي تري ما ستكشف عنه لجان تقصي الحقائق والتحقيقات التي لم نر لها نتائج تذكر. .. إنني لا أطالب هؤلاء بالانتحار كما فعل بعض الوزراء والمسئولين الأجانب لأن الأديان والشرائع تحرمه, لكنني أطالبهم أيا كانت مواقعهم بالاستقالة الفورية وتقديم أنفسهم للمحاكمة ولا ينتظروا حتي يتم كشف المسكوت عنه. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين