على الرغم من إعلان إسرائيل فجر أمس تهدئة إنسانية لسبع ساعات فى قطاع غزة ، بعد ساعات من قصفها مجددا لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" فى رفح جنوبغزة أمس الأول، أسفرت عن مقتل عشرة فلسطينيين، فإن جيش الاحتلال واصل شن غاراته على مناطق مختلفة فى القطاع مخلفة سبعة قتلى فى صفوف الفلسطينيين بينهم طفلة بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. وأوضح المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة أن سبعة فلسطينيين استشهدوا خلال الساعات الأولى من فجر أمس، بينهم طفلتان فى قصف اسرائيلى مدفعى على مناطق مختلفة فى قطاع غزة موضحا أن "الطفلة رغد مسعود وعمرها 7 سنوات استشهدت فى قصف مدفعى لمنزل عائلتها قرب المستشفى الكويتى فى حى الجنينة برفح جنوب قطاع غزة،كما أصيب ثمانية مواطنين بينهم شقيقتها كما كشف عن استشهاد الطفلة أسيل محمد البكرى (8 سنوات) فى قصف استهدف منزل أسرتها فى مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ودكه على رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار، بعد دقائق من بدء سريان التهدئة المعلنة إسرائيليا فى العاشرة من صباح أمس. وأضاف "نتيجة لاستهداف عدوانى اسرائيلى لمجموعة من المواطنين ومنزل فى جباليا (شمال) استشهد خمسة مواطنين وفى جباليا شمال القطاع قتل مواطن فلسطينى. ومن جهة ثانية قال القدرة استشهد المواطن عبدالحى سلامة القريناوى (45 عاما) فى قصف مدفعى على منزله فى مخيم المغازى وسط قطاع غزة، مما أدى إلى إرتفاع حصيلة القصف الاسرائيلى أمس إلى 16قتيلا فلسطينيا على الأقل. وسبق ذلك إعلان مصادر طبية فى مجمع الشفاء الطبى فى غزة عن وفاة اثنين من جرحى الغارات الإسرائيلية متأثرين بجروحهم. وبذلك، ترتفع حصيلة القتلى الفلسطينيين منذ بدء الهجوم الاسرائيلى الدامى على القطاع فى الثامن من يوليو الماضى الى 1829 شخصا على الأقل غالبيتهم الساحقة من المدنيين. وكان جيش الاحتلال قدأعلن فجر أمس عن التزامه "تهدئة انسانية" لسبع ساعات فى غالبية مناطق قطاع غزة. وأورد فى بيان له أنه سيتم وقف اطلاق النار فى كل مناطق القطاع باستثناء المنطقة الواقعة شرق مدينة رفح بجنوب القطاع حيث استمرت المواجهات فى ظل انتشار عسكرى اسرائيلى بها. وحذر مسئول العمليات العسكرية الاسرائيلية فى الضفة الغربية وقطاع غزة الجنرال يواف موردخاى فى البيان من أنه "فى حال انتهاك التهدئة فان الجيش سيرد بإطلاق النار على مصادر النيران الفلسطينية". وتعليقا على هذه الخطوة ، لفت سامى أبو زهرى المتحدث باسم حركة حماس فى تصريحات لوكالة فرانس برس إلى أن التهدئة المعلنة اسرائيليا هى من طرف واحد، وتهدف الى صرف النظر عن المجازر الاسرائيلية . وأضاف نحن لا نثق بمثل هذه التهدئة وندعو شعبنا لاخذ الحيطة والحذر. وبينما أقر جيش الاحتلال بقصفه المنطقة المحيطة بمدرسة الأونروا استهدافا لثلاثة ناشطين من الجهاد الاسلامى على حد قول الناطق الرسمى به،أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نيتانياهو فى بيان له فجر أمس أنه خلافا لمقاتلى حماس الذين أطلقوا فى الأسابيع الأخيرة آلاف الصواريخ على المدنيين الاسرائيليين، فإن اسرائيل لا تستهدف المدنيين الفلسطينيين زاعما أن اسرائيل لا تطلق نيرانها على مدنيين، وتأسف لأى هجوم يطال مدنيين فى شكل غير متعمد"، من دون أن يتطرق فى شكل مباشر الى قصف المدرسة فى رفح. وفيما قالت الولاياتالمتحدة أنها روعت للقصف المشين لمدرسة تابعة للاونروا فى رفح، اعتبر الأمين العام للامم المتحدة بان كى مون أن هذا القصف الذى يشكل انتهاكا فاضحا جديدا للقانون الانسانى الدولى هو فضيحة من الناحية الأخلاقية وعمل إجرامى. ووفقا لتقرير مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة (أوتشا) فإن "أعداد النازحين الفلسطينيين فى 90 مدرسة تابعة للأونروا ارتفع إلى 279 ألف أى بمعدل 3 آلاف نازح فى كل مدرسة ،بينما لا تستوعب كل مدرسة إلا 500 شخص .