شن عدد من الكتاب هجوماً على وزارة الخارجية ومتحدثها الرسمى فور صدور بيانها مع بدء تصاعد الأزمة فى غزة، وذلك نتيجة لما جاء بالبيان حول ضرورة التوقف عن أعمال "العنف والعنف المتبادل" حقناً لدماء الفلسطينيين. واقع الأمر ان المتابع لسيناريو الأحداث خلال الأيام الماضية يمكنه أن يعى جيداً المقصود بهذا التصريح، فنحن أمام دولة احتلال تستخدم القوة المفرطة ضد أشقائنا فى فلسطين مبررة ذلك بأنها تدافع عن نفسها امام الهجمات التى تشنها المقاومة الفلسطينية، ورغم اعترافنا المسبق بضرورة بل وحتمية استمرار المقاومة فإنه يتعين وضع مصالح الفلسطينيين الأبرياء وحقن دمائهم نصب الأعين قبل اتخاذ خطوات غير محسوبة العواقب. هاجمتم مصر رغم أنها أول من تحرك لنصرة الشعب الفلسطينى ووقف نزيف الدم. وأنا هنا أتوجه بسؤالى لمن هاجم المتحدث الرسمى السفير بدر عبدالعاطي، أليس وقف إطلاق النار الذى نادى به الجميع الآن هو نفسه وقف أعمال العنف والعنف المتبادل؟ كما أتوجه بالسؤال لمن هاجم الموقف المصري، أين هذا الموقف من رفض حركة حماس المبادرة المصرية؟ هل تعلم أن عدد الفلسطينيين الأبرياء الذين سقطوا من جراء العدوان الإسرائيلى منذ طرح المبادرة المصرية بلغ أكثر من 200 شهيد بالإضافة إلى مئات المصابين وأنه لو قبلت حماس بها لكنا قد أنقذنا كل هؤلاء الضحايا الأبرياء؟ هل تعلم كذلك أن ما يحدث حالياً مآله الطبيعى هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين . أخيراً أقول لكل من هاجم مصر، لقد أثبتت الأيام بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر كانت على حق، فكفاكم متاجرة بدماء الفلسطينيين الأبرياء لحساب مصالح شخصية، وكفاكم مزايدة على مصر.. فمصر هى الدولة الوحيدة التى كانت ومازالت تدفع ثمن دفاعها وتأييدها القضية الفلسطينية. E-mail:[email protected] لمزيد من مقالات محمود النوبى