وكأن قبة البرلمان قد قامت بخلع نساء مصر وأقسمت بألا تظللهن بظلالها, وكأن لعنة( الكوتا) قد حلت بالمرأة المصرية لتنتقم منها بالحرمان من الجلوس علي مقعد البرلمان الذي يعتبر حلما للنساء ورجال مصر, وقد جاءت مفاجأة خلع المرأة وحرمانها من هذا الموقع كالصاعقة لنساء مصر اللاتي هبطت بهن الأرض إلي اعماقها ومن غرائب القدر ان يتم هذا بالقانون بما لا يسمح للنساء بالتظلم أو بالصراخ في وجه احد عندما نص القانون علي وجود حواء علي قوائم الانتخابات وقد ترك أمر ترتيبها الرقمي للأحزاب, وللأسف الشديد وضعت معظم النساء( في ذيل) القوائم وجاءت النتيجة المخزية والتي تعتبر( أم الهزائم في تاريخ المرأة المصرية) ورحمة الله علي مسيرتها وكفاحها الذي بدأ منذ الثورة العرابية عام1881 من خلال جمعية حلوان ومصر الفتاة ومساهمتها في ثورة1919 منذ الاحتلال وسقوط الشهيدة شفيقة محمد. وقد واصلت المرأة مسيرتها كتفا بكتف مع الرجل عندما عقدت مؤتمرا نسائيا وطنيا في الكنيسة المرقسية لدعم الوحدة الوطنية ضد المستعمر, ناهيك عن ادوارها في حرب1973,1967,1956 وفي عام1956 عندما نالت حقها في الترشيح والانتخابات اقتحمت عالم السياسة بمائة امرأة وفازت المرأة رغم المعارضة من البعض واصبحت تمثل1.5% من نسبة الرجال وزادت إلي2.4% بعد التعيين برغم ان النساء يمثلن49% من التعداد في مصر وجاء برلمان1979 لينصف المرأة التي احتلت35 مقعدا تحت قبة البرلمان منها30 مقعدا بالتعيين, وذلك في عهد الرئيس السادات مع ذلك كانت النسبة9.7% وكانت هذه النسبة ايضا لا تعكس الدور الكبير الذي تقوم به المرأة المصرية من مشاركتها للرجل في كل قطاعات الحياة كما كانت نسبة وجودها في التجربة السياسية ضئيلة اذا ما قيست بتونس ونسبة النساء في البرلمان بها11.5% وفي سوريا10.7% وفي جنوب افريقيا30.5% وفي السويد وهي نسبة مذهلة42% ونعود الي( نكسة)2012 بتمثيل4 سيدات فقط في مجلس الشعب لنسأل ما هو الحل؟ وهل من علاج لهذه العورة( النسائية)؟ وهل سيكون العلاج في نص جديد في الدستور والقانون؟ اسئلة حائرة ارجو ان يجيب عنها اصحاب القرار وقلبي مع نساء مصر اللاتي حرمن من ان يقلن حسبي الله لان الفاعل مجهول. المزيد من مقالات تهانى البرتقالى