على رأس القارة الافريقية غربا، تقف لتطل على العالم متكئة على البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلنطى فى هدوء وسكينة طُبعا عليها بفعل الطبيعة الخلابة التى جعلت منها مرسما بديعا لا مثيل له على وجه الكرة الأرضية. من هناك حيث الرمال والماء والسهول والجبال، تحكى المغرب رواية يكتنفها الغموض والسحر والسر الذى لم يفصح به التاريخ بعد. هى دولة واحدة اسمها "المغرب"، ولكن الوجوه التاريخية التى تقابلها هناك تجبر العقل على احترام هذا الحيز الجغرافى الصغير الذى استطاع أن يستوعب كل هذه الأوجه الحضارية ويمزجها ويخلق منها هويته المصقولة منذ القرن الأول للميلاد وحتى يومنا هذا . ومن فرط ايمان البشرية بهذا البلد العظيم كانوا يعتقدون أن الشمس تشرق من اليابان وتقطع رحلتها الطويلة عبر الكرة الأرضية سعيا إليها لتغرب هناك فى استقرار وطمأنينة. على هذه الأرض تجد بشرا من كل الجنسيات من عرب الشرق وعرب الأندلس وأمازيج ويهود وأوروبيين وأفارقة من جنوب الصحراء و كل هؤلاء أثروا الحياة الثقافية بلغاتهم المختلفة وانتماءاتهم الثقافية والعرقية والدينية والمذهبية. ولعل جانبا من غموض المعادلة ينزاح شيئا ما اذا ما عرفنا أن من بين الحضارات التى شهدتها المغرب الحضارة القبصية والوهرانية والفينيقية والبونقية والموريطانية والرومانية والحضارة الاسلامية التى ضمت بلاد المغرب والأندلس معا.وحتى يومنا هذا لازالت المغرب تتشبث بوصفها قاعدة لكل هذه الحضارات فتجدها منخرطة فى محاربة الارهاب من ناحية وفى اطلاق مشروعات للتنمية الزراعية والصناعية والسمكية من ناحية أخرى. ورغم الطابع الأوروبى المتحضر الذى لا تخطئه العين فى شوارع الدار البيضاء ومراكش، إلا أن تفاصيل المكان تفوح بعبق تاريخى بداية من أوانى الطعام وحتى عمارة المنازل وشكل البيوت وألوان الأسواق والزى التقليدى والموسيقى الشعبية التى تسمع صداها من كل مكان وإن لم تكن ترى مصدرها. وحيثما حللت تشعر وكأنك تقرأ فى كتاب تاريخ مفتوح سطورا واضحة لا تبهت، فعادات الأفراح كما هى منذ عشرات السنين والزى التقليدى الأبيض الذى يعكس صفاء الروح والذهن … حتى المبانى والبيوت فى المناطق الشعبية بيضاء لا يشوبها شيء اللهم الا زرقة السماء الصافية. وتعتبر المغرب من بين الدول المعروفة بتقاليدها وعاداتها وهى تميزه عن غيره وتتجلى هذه العادات فى الاكل واللباس والاعراس. وللعرس المغربى طقوس وعادات مختلفة فى جميع انحاء المغرب' تجعله واحدا من أكثر الأعراس تميزا فى العالم سواء من حيث الزى الذى ترتديه العروس أو العريس ،أو الأجواء المبهجة والصاخبة المصاحبة لحفل الزفاف.ورغم ان بعض العادات والتقاليد الخاصة بالعرس المغربى بدأت تندثر مع مرور الزمان حيث كان يمتد فى القدم لمدة تتراوح بين 7 و 10 ايام إلا أنه مازال يستمر لمدة 3 أيام. كما تتميز المغرب أيضا بزيها التقليدى فالجلابية المغربية والقفطان والتكشيطة والبلغة حاضرة فى كل المدن المغربية دون استثناء وبالطبع لايمكن اغفال المطبخ المغربى الذى يعد من أكثر المطابخ تنوعا فى العالم ومن أشهر الأطباق: المغربية الكسكس، البسطيلة، المروزية، الطاجين، الطنجية، الزعلوك، البيصارة، الحرشة والحريرة ورغم أن الأخيرة هى الشوربة، فانها تعتبر وجبة كاملة وتقدم عادة مع التمر خلال شهر رمضان.