قد يتعرض مريض السكر عند صيامه لمخاطر حادة قصيرة المدى كالارتفاع أو الانخفاض الشديدين فى مستوى سكر الدم، كما يعرضه ارتفاع مستوى السكر بعد الإفطار الناتج عن الأطعمة عالية السكر و الدهون إلى مشاكل قصيرة و طويلة المدى نتيجة زيادة نسبة نواتج التسكر بالدم والمواد المؤكسدة. وفى دراسة علمية أجريت تحت إشراف الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم، لمحاكاة تأثير الصيام على مرضى النوع الثانى من داء السكرى المعالجين بالأنسولين، ظهر ان الصيام قد يكون مفيداً لهؤلاء المرضى شريطة عدم وجود مضاعفات للمرض على أعضاء الجسم ومنها الكلى، وان يتم الصيام تحت إشراف طبى، وإعطاء المريض قدراً من التثقيف يتيح له السيطرة على مستوى سكره التراكمى فى مستوى معتدل، مع متابعة مستوى السكر أثناء ساعات الصيام. وتقول الدكتورة عبير زكريا أستاذ أمراض الباطنة بكلية الطب جامعة القاهرة، إن الدراسة التى نشرت نتائجها بالمجلة الدولية لعلوم الحياة لعام 2013 ، أظهرت بعض الفوائد الأخرى لصيام هؤلاء المرضى فبالإضافة إلى انضباط مستوى السكر بالدم، قلت مستويات البروتين الكربونيلى أحد مؤشرات عوامل الأكسدة فى الجسم، وشملت الدراسة 90 مريضاً من النوع الثاني من داء السكرى المعالجين بالأنسولين، وذلك بعد جلسات من التثقيف التفاعلى، وبدأ كل مشارك الصيام لثلاثة أيام متتالية تحت إشرافٍ طبىٍ لصيق بالمستشفى ، وأدمج مع الصيام نظاما رياضيا معتدلا، مع إعادة ضبط نظام تناول الأنسولين والتحكم فى النظام الغذائى. تمكن الفريق البحثى الذى ضم الدكاترة إيناس صبرى أستاذ مساعد بقسم أمراض الباطنة بكلية الطب جامعة عين شمس، وأمل الشهابى أستاذ مساعد بقسم الكيمياء الحيوية الطبية بكلية الطب جامعة القاهرة من حل المعادلة الصعبة فى الوصول لمستوى معتدل من السكر التراكمى، وملاحظة مستوى السكر أثناء ساعات الصيام، وكذلك بعد إفطار المغرب بتحليل السكر بالجهاز المنزلى، الى جانب وضع معايير واضحة يتحتم فيها الإفطار ومنها انخفاض مستوى السكر عن 70 مجم أو أقل، أو زيادته عن 300مجم، وكذلك اختيار الأغذية الصحية فى وجبتي الإفطار والسحور، إلى جانب دمج التمرينات الرياضية من مشى وتأدية صلاة التراويح، بعد صلاة العشاء مباشرة بحيث تصل الفترة الكلية لممارسة الرياضة 50 دقيقة يعمل توقيتها المختار على المساعدة فى حرق السعرات الزائدة لمنع مستوى سكر الدم من الارتفاع المبالغ فيه بعد وجبة الإفطار، بالإضافة لتناول كل مريض نسبة سوائل كافية بعد وجبة الإفطار للمحافظة على نسبة الارتواء المناسبة مع منع ارتفاع نسبة السكر باستخدام محليات صناعية. وأضافت أن المرضى نجحوا فى الحفاظ على مستوى السكر بين 90-100 مجم% ، وبين 150-180% بعد الوجبة بساعتين، بصورة قلت معها مخاطر الأكسدة المتحقق بارتفاع سكر الدم المصاحب لتناول الأطعمة عالية السعرات من النشويات و الدهون ، مع تعديل جرعات الأنسولين المعطاة، تحقق كل ذلك بمواظبة المريض على تحليل السكر بالجهاز المنزلى.