رجل «قوقازى» الملامح، بلحية حمراء يحمل حقيبة ذخيرة وخلفه مقاتلون ملثمون بالسلاح، ورغم أن عينيه شبه مغمضتين اتقاء لوهج الشمس ولا تبدو عليه علامات الشراسة إلا آن المشهد ككل يستنفرشعورك بالقلق والخطر.. إنه عمر الشيشانى الشاب الذى كان واحدا من أبرز المقاتلين فى صفوف جيش جورجيا وسرعان ما تحول لواحد من أبرز قادة المقاتلين فى سوريا, بل وتصدرت أخباره الصحف مؤخرا بعدما ظهر فى أحدى الفيديوهات المصورة ليتحدث عن قتاله فى صفوف داعش من أجل «استعادة الخلافة». وعلى الرغم من صغر سنه الذى لم يتجاوز ال 28 عاما إلا أن الشيشانى أثبت براعته فى القتال وأنه صاحب خبرة عسكرية لا يستهان بها تلك التى أكتسبها من خلال التحاقه بصفوف جيش جورجيا. وهو ما أهله ليصبح القائد العسكرى للجماعة، المنصب الذى ظل شاغرا بعد مقتل العراقى المعروف باسم أبو عبد الرحمن الأنبارى الذى قتل فى مدينة الموصل العراقية فى أوائل الشهر الماضي، ويقدم الفيديو الشيشانى على أنه القائد العسكري، مما يعنى أنه قد ارتقى إلى رتبة القائد العام، على الرغم من أن المجموعة لم تعلن رسميا عن هذه الترقية. ولد طرخان باتيراشفيلي، الملقب ب «عمر الشيشانى» عام 1986 ببلدة بانكيسى فيلى فى جورجيا لأب مسيحى وأم مسلمة. إلتحق بالخدمة الإجبارية فى الجيش بين عامى 2006 و2007, والتى ألزمته الانضمام لصفوف المقاتلين فى أبخازيا المتنازع عليها بين روسياوجورجيا. وتمت ترقيته إلى رتبة رقيب عام 2010 ولكنه لم يستمر بها طويلا، وذلك لظروفه الصحية حيث أصيب بمرض السل الذى جعله غير قادر على أداء مهامه الوظيفية مما دفع قادة الجيش إلى الاستغناء عن خدماته. وفى العام ذاته أعلنت وزارة الدفاع الجورجية القبض على الشيشانى بتهمة شراء وتخزين أسلحة بطريقة غير مشروعة، وفى عام 2012 أطلق سراحه بسبب تدهور حالته الصحية، بعد أن قضى عاما وأربعة شهور من عقوبة مدتها ثلاث سنوات فى السجن. وعقب خروجه وجد أن والدته قد توفيت أثر إصابتها بالسرطان إلى جانب عدم قدرته على إيجاد عمل لسوء حالته المرضية مما جعله يقرر السفر إلى تركيا لينضم لمجموعة المقاتلين الشيشان الذين سيرحلون للقتال فى سوريا. وطبقا لما ذكره فى أحد اللقاءات أنه كان يعتزم فى حالة خروجه معافى من السجن أن يولى وجهه لله وللجهاد فى سبيله ثم كانت المفاجأة فى أول ظهور للشيشانى وهو يعلن قيادته لجيش "المهاجرين والأنصار" الذى يتألف من 3 الآف مقاتل غالبيتهم من المقاتلين الشيشان والذى يهدف للقتال فى سوريا ضد النظام. وفى أغسطس 2013 ظهرت براعته على أرض المعركة، عندما أثبت مقاتلوه أنهم جزء محورى فى الاستيلاء على قاعدة منغ الجوية، فى شمال سوريا. وفى نوفمبر 2013، أعلن انضمامه لتنظيم «داعش» وولاءه لزعيمه أبو بكر البغدادى وقد قاد هجوم «داعش» ضد الجماعات المتمردة المتنافسة الأخرى وعلى رأسها جبهة النصرة وحلفائها، التى تقاتل النظام فى شرق محافظة دير الزور السورية وقد انتشرت الشائعات آنذاك أنه قد قتل فى أحد المواجهات إلا أنه ظهر بعد ذلك ليثبت عدم صحة تلك الشائعة. وقد تباينت الآراء حول شخصية الشيشانى حيث ذكر أحد المقاتلين الشيشان فى سوريا يدعى سلطان خيزريف أن السبب فى تفتت جبهة المهاجرين والأنصار يعود لرفضه هو وعدد من الشيشانيين - الذين تركوا بلدهم وأهلهم لمحاربة الظلم ونصرة الشعب السورى - أسلوب الشيشانى الفظ والوحشى وقتله عددا كبيرا من المسلمين, أما تقرير ال "واشنطن بوست" فقد أشار إلى أن بعض أصذقاء الشيشانى وصفوه بأنه شخص هادئ لا يحب المشاكل, ولم يبد من كلامه أو تصرفاته أنه صاحب أفكار متشددة أو متطرفة لهذا الحد. ويرى عدد من المحللين أن الكره الذى يكنه الشيشانى فى قلبه لروسيا منذ أن كان فى الجيش الجورجى ربما هو ما دفعه لفعل كل ما يضر بالمصالح الروسية ومنها محاربة النظام السوري.