تتوالي خلال شهر ربيع الأول في سلطنة عمان العديد من الاحتفاليات والفعاليات بمناسبة ذكري المولد النبوي الشريف علي صاحبه أفضل الصلاة وأزكي التسليم. ففي جامع السلطان قابوس بصلالة أقيمت قراءة السيرة النبوية الشريفة بحضور الشيخ محمد بن مرهون بن علي المعمري وزير الدولة ومحافظ ظفار. كما رعي السيد شهاب بن طارق قراءة السيرة النبوي الشريفة المقامة بمناسبة الذكري العطرة بقصر العلم, وأقيم علي مسرح المدينة بحديقة القرم الطبيعية الاحتفال السنوي الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشئون الدينية بمناسبة ذكري المولد ابتدائي الحفل بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم, تلتها لوحة إنشادية فكلمة الوزراء ألقاها سلطان بن سعيد الهنائي وأشار فيها إلي أن ولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام في مكةالمكرمة جاءت بين ضجيج الجاهلية وصخبها في ربوع أرض أحيطت بسياج الشرك والوثنية في مجتمع يحكم بقانون الغاب بعيدا عن الإنسانية والفطرة البشرية السوية في زمن تمكنت الجاهلية في ربوع العالم من الأخذ بزمام قافلة البشرية تقودها إلي حافة الهلاك ومواطن الدمار فكان ميلاده منة عظيمة من الله تعالي علي الناس عموما وعلي المؤمنين خصوصا, قال سبحانه( لقد من الله علي المؤمنين إذا بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) وقال: ولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فسرت روحه الشريفة في جسد الكون الإنساني الذي قارب الوفاة فأعاد إليه الأمل في الحياة وأشرق نوره علي ظلام الفتن وسواد انحطاط القيم فوضح للإنسانية درب السلامة والنجاة ووطئت قدماه الشريفتان تراب الأرض فتفاعلت مكونات الوجود وسبحت الأرض والسماوات مستبشرة بإنسانية تتناغم مع تسبيحها وتقديسها لله( تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا). وأضاف, ولد محمد صلي الله عليه وسلم فتهلل الخير فرحا لأن زمان الشر ولي وتبسم العدل ضاحكا لأن وقت الظلم والجور والغطرسة انحسر, واستوي الحق علي عوده قوة وإقداما فزهق الباطل وولد مصباح الدجي فتحررت النفوس من الخوف وتخلصت القلوب من الران وصفت العقول من الزيغ والخرافات وعلت الأبدان علي الشيطان والشهوات ولد الهدي فأتم الله بطلعته مكارم الأخلاق ومعالي القيم ومحاسن الحياة( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم), وأكد الهنائي, أن ميلاد محمد عليه الصلاة والسلام فاصل تاريخي عظيم في حياة الإنسانية, وقد صنع برعاية الله تعالي وعنايته, ويقول صلي الله عليه وسلم( أدبني ربي فأحسن تأديبي), وذلك لأجل أن يكون محمد هو الأعظم والأقوي والأفضل والأجدر بتحمل الرسالة والصبر علي النبوة فلا عجب أن يربي أربعين عاما بين التأمل والتفكير والنظر في خلق الله, وبين دراسة واقع الناس بالمعايشة والمخالطة وبين السير في الأرض ليكتمل المشهد التربوي والتصور الكامل في حياة الناس.