بدون مقدمات .. مصر الأولي عالميا في الإصابة بفيروس سي وبها أعلى معدلات الاصابة بأمراض الكبد أيضا، لكن إذا دققنا في هذه الصورة القاتمة سنجد بقعة ضوء، هي «بشرة خير» في المستقبل القريب فالدولة الآن تسعى لدعم مرضى الكبد الذين وصل عددهم الى 15 مليون مواطن كما سيصل خلال أيام أحدث علاج لفيروس سي من الولاياتالمتحدة ومن المنتظر أن تصل نسبة الشفاء بعد استخدامه إلى 98%. بداية يبشر الدكتور أشرف عمر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي واستشاري الكبد ورئيس وحدة سرطان الكبد بقصر العيني المرضى بأن مصر اتفقت على استيراد علاج جديد لفيروس سي من الولاياتالمتحدة تتراوح نسبة الشفاء بعد استخدامه بين 98% و100% وقد استطاعت الدولة ووزارة الصحة الاتفاق على استيراده بنسبة 1% من سعره الحقيقى وهو 85 ألف جنيه للعلاج لكل فرد مصاب بفيروس سى وسوف تشهد الأعوام الثلاثة المقبلة 2015، 2016، 2017 طفرة كبيرة فى العلاج والتخلص نهائيا من هذا الفيروس اللعين، ويضيف الدكتور أشرف عمر أن أمراض الكبد المصري مشكلة أمن قومى لأنها تؤثر على المجتمع المصرى من الناحية المادية والصحية والاجتماعية وهى أعلى معدلات على مستوى العالم حيث أصبحت النسبة تصل من 10% إلى 12%من المواطنين والاصابة بفيروس سى تؤدى إلى تليف وسرطان الكبد وعلاج الفيروس مكلف جدا وهو عبء ثقيل على كل أسرة بها مريض، وتتكلف الحكومة المصرية مليارات الجنيهات سنويا ويصبح المريض غير منتج، كما زادت نسبة الاصابات بالسرطان بنسبة عالية وصلت من 3 إلى 10% وهى المعدلات العالية ويحتاج المريض إلى زراعة كبد أما إذا أصيب الكبد بالسرطان والتليف فلابد من استئصاله وزراعة كبد بدلا منه وهذه الزراعة مكلفة للغاية على الدولة وعلى الأسرة . ويشير الدكتور أشرف إلى أن فيروس سى يصيب فئة الشباب أى من سن العشرينيات الى سن الأربعينيات وهي سن العطاء فيصيب الاحباط المصابين بالفيروس وخاصة الشباب الباحث عن فرصة عمل فى الدول العربية، والذى غالبا ما يكتشفه بعد أن يقوم بالتحاليل الطبية المطلوبة للسفر إلى أى دولة. ويقول الدكتور محمد الحسانين،استشاري أمراض الكبد ومناظير الجهاز الهضمى ان مصر رقم واحد من حيث انتشار الفيروس سي، وهذا يؤكد أهمية الوقاية من أمراض الكبد، والكشف المبكر عنها، وتفعيل دور الطب الوقائي. والعمل وتوفير دواء رخيص لعلاج أمراض الكبد، والدعوة للمشاركة المجتمعية لدعم الحملة القومية لدعم الكبد، وكذلك من الضروري تعزيز دور شركات الأدوية والمعامل للمساهمة في خفض الأعباء علي المريض، ودعوة أطباء الكبد، للمساهمة في قوافل طبية للعلاج والتوعية، وعلاج غير القادرين مجانا. ويوجه الحسانين دعوة إلي المهتمين بصحة الإنسان المصري، من منظمات وجمعيات أهلية وعلمية وطبية. ودعوة خاصة لشباب مصر جميعا، إلي المشاركة الجادة الفاعلة علي أرض الواقع. ودمج العمل السياسي بمشاكل الجماهير، والعمل علي حلها. ومشكلة الفيروسات الكبدية، تهدد الأمن القومي المصري، فانتشار أمراض الكبد بصفة عامة، والفيروسات الكبدية بصفة خاصة.. أمر تجاوز جميع الخطوط الحمراء.. وقفز بمصر للأسف الشديد لتعتلي قائمة أكثر الدول انتشارا بالفيروسات الكبدية. فقد وصل عدد المصابين بالفيروس الكبدي «سي» وحده، الى خمسة عشر مليون مريض.. وهذه النسبة أكثر بعشر مرات من النسب المتعارف عليها دوليا.. والمصابون بالفيروس الكبدي «بي»، حوالي المليونين من المرضي. ويؤكد أنه يجب علينا التحرك السريع، وفي كافة الاتجاهات، لاحتواء هذه المشكلة الخطيرة..التي تحتاج إلي تضافر الجهود، لأنها أكبر من أن تقوم بها الدولة وحدها، ودق أجراس الإنذار، للتنبيه إلي هذا الوباء، الذي يضرب وبقوة، الكبد المصري. فالكبد المصري المعتل، يحتاج إلي عشرات المليارات من الجنيهات، لعلاج الفيروسات الكبدية، والتليف الكبدي ومضاعفاته، وسرطان الكبد. والأمر الذي لا يقل خطورة عن الانتشار الواسع للفيروسات الكبدية في كافة ربوع مصر، تلك القائمة من المرضي، التي تضاف سنويا إلي المصابين بالفيروسات الكبدية. فعدد المصابين بالفيروس «سي» وحده سنويا، يقدر بمائتي وخمسين ألف حالة جديدة، تكتشف كل عام. وهذه نسبة مرتفعة للغاية، نتيجة وجود خلل كبير في المنظومة الصحية والطب الوقائي، والوعي الصحي لدي المواطنين. ولكي تحل مشكلة انتشار فيروسات وأمراض الكبد في مصر، وتنجح حملة دعم الكبد المصري..لابد من وجود آليات، لزيادة أعداد المرضي الذين يتم علاجهم سنويا. وتقليل أعداد المصابين بالفيروسات الكبدية ووقاية الأصحاء من إنتقال العدوي إليهم وأري أن آليات تنفيذ ذلك تتلخص فيما يلي: اهتمام وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بهذه القضية، التي تعتبر خطرا يهدد الأمن القومي المصري، وتوفير منشورات التوعية لتوزيعها علي المواطنين. ومخاطبة شركات الأدوية المحلية التي تنتج أدوية الكبد، من أجل تخفيض أسعار الأدوية مرتفعة الثمن، مع دعم الدولة لها. والضغط علي شركات الأدوية العالمية، من خلال التفاوض المباشر، أو من خلال المؤسسات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية، لتوفير أدوية الكبد الحديثة للمواطن المصري «خاصة تلك التي تعالج الفيروس سي»، بأسعار مخفضة. وعمل التجارب اللازمة علي هذه الأدوية علي الفيروس «سي» السلالة الرابعة المنتشرة في مصر، لبيان مدي فاعليتها، ولضمان عدم حدوث تحور جيني للفيروس، مما يجعله مقاوما للعلاج. دعوة جمعيات الكبد المصرية للمشاركة في الحملة، وتخصيص كلمة في مؤتمراتها موجهة للجمهور، من أجل التوعية بأمراض الكبد وكيفية الوقاية منها. إنشاء المركز القومي للطب البديل وأبحاث الدواء، من أجل إنتاج دواء مصري خالص، خاصة أدوية الكبد، والتوسع في إنشاء معاهد الكبد الحكومية، وتبني الدولة للحملة القومية للتبرع بالدم، من أجل توفير الدم الآمن الخالي من الفيروسات الكبدية. تشديد رقابة وزارة الصحة علي غرف العمليات، وعيادات الجراحة والأسنان، وتفعيل دور الطب الوقائي، ووضع جميع المستشفيات والمعاهد بما فيها الجامعية، تحت رقابة الطب الوقائي بوزارة الصحة. إصدار تشريعات لتجريم الصرف في مجري نهر النيل، من أجل كوب ماء نظيف. للحفاظ علي صحة المواطن المصري بصفة عامة، والكبد المصري بصفة خاصة. إنشاء «هيئة الغذاء والدواء المصرية»، للرقابة علي كل ما يتعلق بصحة المواطن المصري. ويقول الدكتور وحيد دوس، عميد المعهد القومي للكبد وإخصائي الجهاز الهضمي، إن مصر أعلي دول العالم المصابة بهذا الفيروس، فهناك نحو 8 ملايين مواطن مصري مصاب وعندهم التهابات مزمنة من الفيروس وإن أغلب المصابين بهذا الفيروس ونسبتهم 40% يعانون من التهابات مزمنة وإن حوالي مليون مريض يحتاجون للعلاج والباقي ال8 ملايين يحتاجون متابعة، وفي السنوات السابقة كان العلاج لهذا الفيروس هو «الإنترفيرون» وتم اكتشافه عام 2001 وكان العلاج يكلف المريض نحو 70 ألف جنيه وهذا كان من خلال اللجنة القومية لمتابعة هذا الفيروس وتم إنشاء 26 مركزا علي مستوي الجمهورية وهذا البرنامج تم تخفيض سعره حتي وصل سعره إلي 5% من سعره الحقيقي في الخارج وقد ساعدنا عدد المرضي الكبير في مصر، وقد تم انقاذ نحو 50% فقط من المرضي وهناك مرضي لا يستجيبون لهذا العلاج. ولكن ظهرت طفرة كبيرة وأدوية جديدة غير الإنترفيرون ووصلت نسبة الشفاء إلي 100% حيث يأخذ المرضي قرصا لمدة 3 أشهر وبدون أي آثار جانبية وبعدها يستعيد المريض عافيته مرة أخري ويشفي تماما من المرض، ولكن العالم كله فوجئ بالسعرالمكلف جدا حيث يتكلف المريض الواحد نحو 90 ألف دولار في الثلاثة أشهر حيث سُمي هذا العلاج ب«الألف دولار» أي أن كل حبة تتكلف ألف دولار، وإذا كان المريض يحتاج ل6 أشهر علاج فيكون السعر 180 ألف دولار وكانت هذه الشكوي لجميع المواطنين، ولكن مصر تفاوضت مع الشركة المنتجة لهذا العقار وخفضنا السعر إلي 300 دولار للعلبة بينما تباع في أمريكا ب300 ألف دولار أي أن في مصر سعره 1% من السعر العالمي. وقد تم تشكيل لجنة كبيرة من أساتذة الكبد في مصر للتفاوض مع وضع قواعد لعلاج هذا الفيروس حيث تبدأ بالحالات المزمنة أولا من خلال مراكز وزارة الصحة،ولكن المريض الذي يعاني من فيروس سي وحالته مستقره يمكنه الانتظار والأولوية لعلاج المريض الذي يعاني من التليف الكبدي. الوقاية تبدأ بالتعقيم ويقول الدكتور هاني عبدالرازق الامين السابق للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية إنه لحل مشكلة «فيروس سي» لابد من الوقاية مع إجراءات الجودة ولابد من مراعاة التعقيم خاصة بالنسبة لعيادات الأسنان مع الإجراءات اللازمة بالنسبة للقسطرة وقد ظهر الفيروس بنسبة كبيرة جدا في الوحدات الصحية حيث لا توجد تعقيمات بالنسبة للحقن التي يأخذها المريض وتستخدم مرة أخري لمريض آخر فإن التعقيم هو الخطوة الأولي علي الطريق وكل منطقة طبية لها طبيب مسئول ولابد من متابعة هذه المناطق والمرضي وإلزام كل طبيب بالتعقيم وعدم حقن مريض ب«السرنجة» التي استخدمها المريض الذي قبله من أجل الوقاية من المرض اللعين، وبالنسبة للعقارات الحديثة التي يتم استيرادها من الخارج سواء من أمريكا أو أوروبا فإنها تقضي علي فيروس سي. ودون مبالغة فإن العقار الجديد لفيروس «سي» يعد «بشرة خير» لمرضي الكبد الوبائي والذي سيحد من انتشار فيروس «سي» مستقبلا، ويعالج المرضي الحاليين بنسب شفاء عالية.