هناك لغة جديدة تستخدمها إثيوبيا في التعامل مع أزمة سد النهضة وعلاقتها مع مصر, وهي لغة طيبة لكنها غير مطمئنة , فأديس أبابا لن تغير موقفها من إنشاء السد بالمواصفات التي تريدها بسهولة , والمفاوضات التي سنجريها معها ستكون شاقة ومعقدة وطويلة , وعلينا من الآن إعداد كل وسائل الضغط الممكنة والاستعداد لكافة الاحتمالات المقبلة. ففي كلمته أمام البرلمان الإثيوبي أشاد رئيس وزرائهم هيلى مريام ديسالين بالروح التى جاء بها الرئيس السيسى لبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين وقال إن بلاده «تعتبر نهر النيل موردا مشتركا يجب الاستفادة منه بصورة عادلة ,وأنها تراعى مصالح دول المصب, وأنها لن تقيم مشروعات تضرنا مؤكدا أن العلاقات مع مصر تاريخية وأنهم يسعون إلى تطويرها بما يلبى طموحات الشعبين «وهذا كلام جميل من رجل مسئول .. إلا أنه عاد ليقول في نفس الكلمة إن «المشكلة تكمن في الجانب المصري ,وأن المفاوضات معنا لن تكون سهلة, وأن بلاده ستتابع التفاوض وستواصل بناء السد»!! إذن إثيوبيا ماضية في بناء السد وهي تسابق الزمن من أجل إنهائه لفرض أمر واقع جديد علي الأرض, وهي مستعدة أيضا لمحادثات وصفتها سلفا بأنها صعبة,وهي مفاوضات ستكون في تقديري - محل اختبار جديد لمعرفة مدي جدية أديس أبابا في التعامل مع الأزمة ,وهل ستلجأ إلي أسلوب المراوغة والمماطلة لكسب الوقت مرة أخري ثم ترفض كل الحلول والمقترحات المقدمة ,أم ستكون جادة ومرنة في المحادثات المقبلة علي أساس الأرضية الجديدة التي أشرنا إليها؟!! وفي كل الأحوال ومع كامل الاحترام وكل التقدير للغة الإثيوبية الطيبة الجديدة إلا أننا مطالبون باستنفار كل عناصر قوتنا الناعمة واستثمار جميع علاقاتنا الخليجية والعربية والإقليمية والدولية واستجماع كافة عناصر الضغوط الممكنة أثناء التفاوض , والسبب ببساطة - أن أديس أبابا لا يهمها إلا مصالحها الوطنية ومشاريعها الاستثمارية ولن تلتفت إلي احتياجاتنا الحيوية ومطالبنا العادلة مهما تغيرت لغتها وغلفها كلام معسول إلا إذا كانت مصر قوية عفية داخليا وفاعلة ومؤثرة خارجيا وهذا ما يجب أن نعمل علي إنجازه. لمزيد من مقالات مسعود الحناوي