يتشابه الدبلوماسى مع رجال السياسة، وشخصيات المجتمع، فى حرصه الدائم على إقامة علاقات مودة وصداقة مع كل الرموز السياسية والثقافية والاجتماعية والشخصيات العامة والإعلاميين، وغيرهم، فى الدولة التى يمارس فيها مهمته الدبلوماسية. وتعتبر المآدب والحفلات الرسمية والاجتماعية على السواء مدخلاً مهماً لاكتساب الصداقات وتوطيد العلاقات وروح المودة. وحتى تؤدى هذه المآدب والحفلات ثمارها، وتحقق الهدف منها، لابد أن تتم بأسلوب ينم عن الذوق الرفيع، ويراعى أصول المجاملات المتعارف عليها، سواء من جانب الداعين أو المدعوين. وبإيجاز شديد، فإن هذه القواعد تبدأ من توجيه الدعوات التى يجب أن تكون خطية لو زاد عدد المدعوين عن ثمانية، وترسل قبل عشرة أيام من الموعد، ويتم تأكيدها هاتفيا قبل الموعد بيوم، وتحدد فيها مناسبة الدعوة إن وجدت، ويحدد نوع الملبس لو كانت رسمية، ويدون بها رقم للاتصال لتأكيد الحضور أو الاعتذار، وتوجه باسم الشخص وليس وظيفته، وإذا كانت الدعوة عائلية توجه عن الداعى وزوجته. وعلى المدعو تأكيد الحضور أو الاعتذار مبكراً، والحرص على الحضور فى الموعد المحدد إذا لم يعتذر. عند وصول المدعوين يستقبلهم الداعى (وزوجته) والسيدة تتقدم قرينها فى الدخول للحفل، إلا إذا كان الداعى لايعرف سوى الزوج، فيقدم زوجته، ويتجمع الجميع لفترة فى صالون أو مكان استقبال ملائم.. إلى أن تنتهى استعدادات الطعام فيجلسون إلى المائدة (أو الموائد).. وطريقة الجلوس لها آداب وأصول محددة حسب شكل المائدة (دائرية أو مستطيلة أو على شكل حدوة حصان أو موائد متفرقة). وهناك عدة طرق لترتيب الجلوس على المائدة ؛ ففى الموائد الرسمية على شرف ضيف رفيع المستوى، يتم اتباع نظام «المائدة المفتوحة» حيث يجلس ضيف الشرف على يمين الداعى ويترك المكان أمامهما خالياً ، ثم يتم ترتيب باقى المدعوين وفقاً لأهميتهم على يمين ضيف الشرف ثم على يسار الداعى وهكذا.. أما إذا كان الضيوف ذوى مكانة متقاربة ، فيتم إعداد "مائدة مغلقة" ؛ أى يجلس الداعى أمام ضيف الشرف ويتم ترتيب باقى الضيوف تباعاً على يمين ويسار ضيف الشرف ثم على يمين ويسار الداعى وهكذا.. والأمر المشترك بين معظم الموائد أن يتم ترتيب جلوس المدعوين بحيث لا تجلس سيدتان بجوار بعضهما ولا تجلس سيدة فى طرف المائدة أو فى مكان مزعج، كذلك يجب أن يكون مكان الداعى مواجهاً لباب دخول العاملين الذين سيقدمون الطعام. وفى الموائد المحدودة قد يجلس الداعى فى طرف المائدة وزوجته فى الطرف الآخر. بعد أن يجلس الجميع على مائدة الطعام، يمكن للداعى الوقوف لإلقاء كلمة للترحيب بضيف الشرف والضيوف.. وإذا لم يكن هناك ما يستدعى إلقاء كلمة، يبدأ الداعى الحديث بطرفة أو نكتة راقية خفيفة.. ثم يصمت ويترك الحديث بين المدعوين.. ويجب تجنب الحديث الممل عن الطقس، ويفضل تناول موضوعات لطيفة تجعل الحديث شيقاً وبعيداً عن أجواء الجدل والتعصب. الإضاءة تكون خافتة على المائدة التى يفضل أن تُزين بزهور تتناغم مع لون مفرش المائدة ، وتوضع قائمة الطعام على يمين الطبق أو أعلاه.. وفى الموائد الرسمية يوضع أمام كل طبق اسم الضيف ووظيفته على بطاقة صغيرة، وعلى يمين الطبق لكل مدعو توضع سكين عادية أو أكثر، وأخرى للسمك (إن وجد).. وعلى اليسار شوكة عادية أو أكثر وشوكة سمك (إن وجد)، وأمام الطبق ملعقة وسكينة وشوكة من الحجم الوسط لتناول الحلوى والفاكهة (هذه الأعداد تتغير حسب قائمة الطعام).. وفى كل الأحوال تستخدم هذه الأدوات من الخارج للداخل.. فى وسط الطبق توضع فوطة مرتبة بشكل جميل.. ولايجب استخدامها إلا على الركبتين ثم فى مسح الفم عقب الشراب وتناول الحساء والانتهاء من الطعام. يبدأ تناول الطعام أو الاتجاه إلى البوفيه (فى حالة البوفيه المفتوح) بإشارة من زوجة الداعى.. وخلال الطعام يكون الحديث بصوت هادئ، ويتم تناول الطعام ببطءودون إحداث صوت، والفم مغلق. ويراعى تجنب عدد من السلوكيات خلال الموائد مثل: عدم استعمال السكين مطلقاً فى وضع الطعام فى الفم، وعدم إمساكها للإشارة خلال الحديث، ولا يجب التوقف عن الطعام والدخول فى مناقشات ساخنة، ولا يجب الاسراف فى استخدام الموبايل، أيضاً لا يجب تعليق الفوطة فى الرقبة أو الفستان، كما لا يجب رفع الطبق قرب الفم أو الانحناء للاقتراب منه، وأيضاً يراعى عدم إدخال الملعقة كلها فى الفم، ولكن إيصال جانبها أو طرفها فقط. يفضل أيضاً عدم التدخين خلال تناول الطعام وتأجيله مع القهوة أو الشاى. وعلى الداعى وزوجته التأكد من انتهاء جميع المدعوين من تناول الطعام قبل القيام. وفى النهاية يغلق كل فرد طبقه وذلك بوضع الشوكة والسكين متلاصقتين متوازيتين من أعلى يسار الطبق إلى أسفل اليمين، وتوضع الفوطة دون ترتيب بجوار الطبق. فى الوقت المناسب يغادر الأكبر والأهم أولاً، ثم الباقون وفق آداب الانصراف التى تستحق وحدها حديثاً آخر.