الأموي القرشي (47 ق.ه - 35 ه / 577 - 656م) ثالث الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام. لقب بذا النورين لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول: رقية ثم بعد وفاتها أم كلثوم. أمه هي ابنة عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولد بمكة وفي رواية أنه ولد بالطائف، وكان غنيا شريفا في الجاهلية. أسلم عثمان بن عفان في أول الإسلام، وكان عمره قد تجاوز الثلاثين.بعد ان دعاه أبو بكر الصديق إلى الإسلام. كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة. ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينةالمنورة تزوج عثمان رقية بنت رسول الله وهاجرت معه إلى الحبشة وإلى المدينة، وكان يقال: «أحسن زوجين رآهما إنسان رقية وعثمان». ثم إنها مرضتت أثناء غزوة بدر فلم يشهد عثمان رضي الله عنه غزوة بدر لتمريضه رقية فبشره رسول الله أن له أجر رجل شهد بدراً وسهمه. لما ماتت رقية حزن عليها حزناً شديداً فزوّجه الرسول من أختها أم كلثوم لذلك لقّب ب «ذي النورين» وكان الرسول صلى الله عليه وسلم. يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين آمنوا بالله، وبشّره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيداً. وفى غزوة تبوك أمر رسول اللَّه الناس بالصدقة، وحثهم على النفقة وكان أكثرهم إنفاقا هو عثمان بن عفان فجهَّز عثمان ثلث الجيش جهزهم بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا. قال ابن إسحاق: أنفق عثمان في ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها. وقيل: جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر رسول الله.واشترى بئر رومة بعشرين ألف درهم وجعلها للمسلمين. كان رسول الله قد قال: «من حفر بئر رومة فله الجنة». تولى عثمان الخلافة بعد مقتل عمر بن الخطاب، وعمره 68 عامًا, وقد توفرت في الصحابي الجليل عثمان بن عفان الصفات القيادية التي مكنته من خوض غمار الفتوحات الإسلامية بل وتطوير الترسانة العسكرية الإسلامية لتضم أول أسطول حربي مقاتل أثبت الشجاعة الكاملة في معركة ذات الصواري. وكان من أهم إنجازاته جمع القرآن الكريم الذي كان قد بدء بجمعه في عهد الخليفة أبي بكر الصديق. وجمع القرآن الكريم في مصحف واحد مكتوب برسمه إلى الوقت الحالي ويسمى (مصحف عثمان) أو المصحف الإمام. قتل عثمان بن عفان في السنة 35 للهجرة على يد مجموعة من الساخطين على حكمه، وكان سنه عند قتله اثنان وثمانون عاماً. ودفن بالبقيع.وكان مقتله مقدمة لأحداث جسام في تاريخ المسلمين مثل موقعة الجمل (36 ه) وموقعة صفين.