عثمان بن عفان رضى الله عنه هو ثالث الخلفاء الراشدين، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين إلى الإسلام، وكنيته ذو النورين، وقد لقب بذلك لأنه تزوج اثنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم: رقية ثم بعد وفاتها أم كلثوم. أسلم عثمان بن عفان في أول الإسلام، وكان عمره قد تجاوز الثلاثين، دعاه أبو بكر الصديق إلى الاسلام قائلاً له: ويحك يا عثمان واللَّه إنك لرجل حازم ما يخفى عليك الحق من الباطل، هذه الأوثان التي يعبدها قومك أليست حجارة صماء لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع؟ فقال: بلى واللَّه إنها كذلك، قال أبو بكر: هذا محمد بن عبد الله قد بعثه اللَّه برسالته إلى جميع خلقه، فهل لك أن تأتيه وتسمع منه؟ فقال: نعم، وفي الحال مرَّ رسول اللَّه فقال: يا عثمان أجب اللَّه إلى جنته فإني رسول اللَّه إليك وإلى جميع خلقه، قال : فو اللَّه ما ملكت حين سمعت قوله أن أسلمت، وشهدت أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأن محمدا عبد الله ورسوله. كان عثمان أول مهاجر إلى أرض الحبشة لحفظ الإسلام ثم تبعه سائر المهاجرين إلى أرض الحبشة، ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينةالمنورة، وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه وأخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين، وبشّره بالجنة، وأخبره بأنه سيموت شهيداً. استخلفه رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المدينة في غزوته إلى ذات الرقاع وغطفان، وكان محبوباً من قريش، وكان حليمًا رقيق العواطف، كثير الإحسان. تعرف غزوة تبوك بغزوة العُسرة، مأخوذة من قول الله في القرآن: "لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَة". جهَّز عثمان "جيش العسرة" بتسعمائة وخمسين بعيرًا وبخمسين فرسًا، وأنفق على ذلك الجيش نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها، وقيل: جاء عثمان بألف دينار في كمه حين جهز جيش العُسرة فنثرها في حجر الرسول. ولي عثمان الخلافة وعمره 68 عامًا ، بعد مقتل عمر بن الخطاب، قتل عثمان بن عفان في السنة 35 للهجرة وبشكل شنيع فى مثل هذا اليوم عام 656م، وكان سنه عند قتله اثنان وثمانون عاماً. ودفن بالبقيع. كان مقتله على يد مجموعة من الساخطين على حكمه، والذين تم اعتبارهم لاحقًا مارقين وخارجين على إجماع أهل الحل والعقد، وكان مقتله مقدمة لأحداث جسام في تاريخ المسلمين مثل موقعة الجمل وموقعة صفين.