أمضينا عشرات السنين، ونحن ندفن رءوسنا في الرمل إلي أن وصلنا إلي ما نحن عليه الآن من تدهور اقتصادي رهيب، لاينكره إلا غافل أو مغرض، وهاهو الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أخذ زمام المبادرة، وتحمل المسئولية أمام الله، وأبناء الشعب، وقرر أن يضعنا أمام أنفسنا، ويقول لنا الحقيقة. قال الرجل إن اقتصادنا يعاني أزمات هيكلية جذرية لابد من التدخل الجراحي الفوري لحلها، إننا نستدين كل طلعة صباح مئات الملايين من الدولارات كي نأكل، حتي إن دولة عربية شقيقة ظلت تمنحنا كل شهر نحو 900 مليون دولار .. فهل هذا يصح؟ هل هذا يليق بمصر الكريمة المحترمة صانعة التاريخ؟ لقد ترك لنا الرئيس الاختيار: هل تريدون مزيدا من الأكاذيب والكلام المعسول والتدليل والوعود البراقة بينما البلد ينهار، أم هيا معاً نتكاتف، ونتحمل بعض التضحيات، لنقوم من عثرتنا، وننهض لنبني مصر الجديدة العفية »المحترمة«؟ وكان السيسي واضحا معنا، حتي إن البعض أصابه الغضب، لكن المثل الشعبي العبقري يقول: صديقك من صدقك«.. وإذن فإنه الذي يقول لك الحقيقة هو من يحبك فعلا، ولايسعي لإيذائك. سنعاني؟ نعم، لكن لكي ننجو، وتنطلق سفينتنا من جديد. ولعل الرسالة الأهم الذي لم يتوقف عندها المصريون طويلا هي أن هذه المعاناة هدفها الرئيسي تحسين أحوال الطبقة الضعيفة المحرومة التي تعاني الأمرين كي تعيش، ولاحظ كم مرة يكرر السيسي كلمة »الغلابة« في خطاباته التي يتعمد الحديث فيها باللغة البسيطة التي يتكلم بها هؤلاء »الغلابة«. القادرون سيدفعون، ما عليهم لهذا الوطن، لقد نالوا الكثير، وآن الأوان لدفع بعض مما عندهم حتي ننقذ مصر، وساعتها ستكون أحوالنا جميعاً أفضل بكثير مما هي عليه الآن. المهم أن نساعد الرجل ولا نكسر مجاديفه، لأنه لو نجح فسننجح كلنا، وأما البديل الآخر فوقاكم الله شره! لمزيد من مقالات رأى الاهرام