لم يتصور هاني لوقا مدير شركة سيمنس العالمية بمصر أن من أحسن إليهم وقام بمساعدتهم سوف يغدرون به ولم يكتفوا بقتله بل قاموا بنشره بمنشار وأحرقوا جثته وكأنه يخاطبهم لحظة موته بكلمات أتقي شر من أحسنت إليه. فقد لقي حتفه علي يد من أحسن إليهم بل المفاجأة أنه كان قد وعدهما بعمل ليستطيعا الأنفاق في ظل الأحوال المادية المتردية بدأت قصة مقتل هاني لوقا يوم الأحد الماضي عندما ذهب لتوديع زوجته بمطار القاهرة الدولي ومكث معها أكثر من ساعتين بالمطار وكأنه كان يعلم أنه لن يراها مرة أخري وفي الساعة العاشرة مساءا وأثناء عودته من المطار فوجئ باتصال تليفوني من سناء كاميدي أحمد أردنية الجنسية والتي تعرف عليها منذ ستة أشهر بأحد الفنادق الشهيرة بالزمالك وكان يحسن إليها والي زوجها خاصة بعد أن علم أنه مازال طالبا بكلية الصيدلة وأنه حضر من فلسطين وليس له مورد رزق حيث كان يساعدهما بالمال واستمر علي ذلك فترة طويلة بعد أن علم أن المتهمة لها طفلان صغيران مازالا في السادسة والخامسة من عمريهما وأن والدهما لا ينفق عليهما بعد طلاق والدتهما ولكن القاتلين لم يقدرا له عمله من أجلهما وقاما بقتله من أجل المال وعندما قتلوه لم يجدوا معه سوي مبلغ بسيط. ألتقينا بالجناة في تلك الجريمة البشعة داخل قسم شرطة أكتوبر وهما الزوجان والثالث شريكهما في الجريمة, وبدموع وبكاء لم يتوقف بدأت القاتلة سناء كاميدي أحمد تروي تفاصيل ارتكاب الجريمة حيث أكدت بأنها خططت وزوجها لتنفيذ هذه الجريمة ثلاث مرات إلا أنهما كانا في كل مرة يفشلون نظرا لان المجني عليه يرفض الحضور ويتعلل لأنه فوجئ بمقابلات في الشركة العالمية التي يعمل بها ولكن في المرة الرابعة نجحا في قتله ولكن الشئ الذي فشلوا فيه هو ماخططوا له وهو الحصول علي أموال منه حيث أنهما لم يعثرا معه سوي مبلغ زهيد وهو1600 جنيه لم يتبقي منها بعد تنفيذ الجريمة سوي300 جنيه وهنا بدأت تبكي وهي تقول أنها لم تتخيل أنها اقتربت من حبل المشنقة من أجل300 جنيه فقط, وفجرت مفاجأة بأنها كانت تعلم أنه يحمل6 فيزا كارد وأنهما خططا لسحب أموال من البنوك بكروت الامئتمان التي كانت معه ولكنهم لم يكن معهم الرقم السري لسحب المبالغ, واضافت بأنها اتفقت وزوجها علاء أسعد عبد المجيد(22 سنة) طالب بكلية الصيدلية فلسطيني الجنسية وهو أتفق مع صديقه تامر عادل أحمد وخططوا بالاتصال بالمجني عليه بضرورة حضوره إليهم في مدينة أكتوبر وعندما تعلل بالرفض ظلت تتوسل إليه خاصة وأنها أصيبت بالاكتئاب لعدم وجود عمل في الوقت الذي كان قد وعدها بتوفير فرصة عمل لها إلا أنه أكد لها أنه متعب بعد قضاء وقت مع زوجته التي قام بتوصيلها بالمطار لكنه في النهاية استجاب لهم وحضر, ولكنه أخبرهم بأنه لا يعلم محل اقامتهم بأكتوبر فقاما بانتظاره بسيارتهم أمام مستشفي شهير في أكتوبر وكانا قد أعدا العدة واستأجرا شقة مفروشة قبل الحادث بيومين حتي ينفذا الجريمة بداخلها وأنهما قاما بدفع مبلغ ثلاثة ألاف جنيه ايجار للشقة ظنا منهم أنهم سيحصلون عل أموال وفيرة بعد قتله لكنهم خسروا ما كانا يملكانه في تنفيذ هذه الجريمة فقد دفعا ثلاثة ألاف جنيه وفي النهاية حصلا علي300 جنيه فقط وهو ما تبقي من أموال القتيل, واضافت المتهمة بأنها صعدا بالشقة وجلسا معهم بعض الوقت وأخذ يخبرهم بأنه سيوفر لهم فرصة عمل ولكنه لم يلتقي بهما بعد هذه المرة خاصة أنه قد رشح وزيرا للسياحة إلا أنه لم يوافق ولكنه أكد لهم أنه عرض عليه من قبل رموز الحركة الوطنية منصب وزير الاتصالات نظرا لخبرته الفائقة في هذا المجال وأنه سوف يوافق, هنا علما المتهمان بأنها ستكون النهاية وأنه لا مفر من قتله, فقامت السيدة بخنقة واحضر زوجها السكين وقام بذبحه بعد أن ساعده شريكه في عملية القتل وهنا فكرا في التخلص من الجثة ولكن واجهتهم صعوبات فظلا بجوار الجثة أكثر من12 ساعة يفكرون في التخلص منها بطريقه لا تجعلهم ينكشف أمرهم وخاصة وأن سيارته ذات الدفع الرباعي كانت أسفل المنزل وهنا قاموا بنقلها إلي مكان بعيد حتي يضللوا المباحث وحتي لا تقود السيارة المباحث للوصول إليهم حيث استأجروا سيارة صغيرة مقابل مبلغ500 جنيه وقاموا بشراء منشار بمبلغ300 جنيه وقاموا بقطع رقبته ويديه وساقيه ثم شطروا جسده نصفين وقاموا بوضعها داخل حقائب سوداء واتجهوا بالسيارة إلي طريق الواحات بعد احضارهم ل6 عبوات بنزين وقاموا بسكبها علي الحقائب واشعلوا النيران في الجثة وقاموا بوضع الرمال عليها ثم هربوا إلي أن فوجئوا بعد يومين بالشرطة تلقي القبض عليهم. تركناها وبدأنا نتحدث مع الزوج وهنا بدأ يتبادلان الأتهامات حيث قرر بأنه لم يخطط للجريمة وانما هي التي خططت إلا أنه لم ينكر أنه شارك في القتل وتقطيع الجثة مؤكدا بأن الذي دفعه لذلك هو قلة الأموال بعد حضوره من فلسطين وموت والده فكر في وسيلة للأنفاق علي نفسه من خلال هذه السيدة التي تزوجها وهي تكبره ولم يكن يعلم أن نهايته ستكون علي يد هذه السيدة التي ربما تقوده الي حبل المشنقة وكان فريق من المباحث الجنائية قاده اللواءان كمال الدالي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة ومحمود فاروق مدير المباحث الجنائية قد توصلا إلي المتهمين علي الرغم من عدم ظهور الجثة وتمكن العميد رضا العمدة مفتش المباحث والمقدم هاني درويش رئيس مباحث أكتوبر من القبض عليهم وأدلوا باعترافات تفصيلية عن الجريمة.