دخلت أفغانستان أجواء أزمة تهدد باندلاع حرب أهلية مع إعلان كلا المرشحين فى الانتخابات الرئاسية عبدالله عبدالله وأشرف عبدالغنى فوزهما بجولة الإعادة التى جرت فى يوم 14 يونيو الماضى، رغم إعلان اللجنة العليا للانتخابات أمس الأول فوز عبدالغنى، معترفة بحدوث تزوير. فقد قال عبدالله أمام حشد ضم الآلاف من أنصاره بوسط كابول: أنا الفائز فى هذه الجولة من الانتخابات دون شك، مشيرا إلى أنه يدرس إمكانية تشكيل حكومة موازية ، رافضا بذلك النتائج الأولية التى أشارت إلى تقدم منافسه عبد الغني. كما صرح مجيب رحمن رحيمى المتحدث باسم عبدالله فى حديث له مع وكالة الأنباء الفرنسية بأن النتائج التى أعلنتها المفوضية العليا للانتخابات تشكل مساسا بإرادة الشعب، لافتا إلى أنه لدى إعلان النتائج قطع فريقه الاتصالات التى أجراها طيلة الأيام الأخيرة مع فريق المرشح المنافس. وتأتى تصريحات عبد الله وفريقه غداة إعلان المفوضية العليا للانتخابات النتائج الأولية التى تظهر حصول غانى على 56،44% من إجمالى أصوات الناخبين مقابل 43،65% فقط لعبد الله، وحديثها عن عمليات تزوير شابت العميلة الانتخابية. لكن تلك النتائج، كما أكد أحمد يوسف نورستانى رئيس المفوضية، »ليست نهائية..ويمكن أن تتغير، حيث أن تعمل لجنة الشكاوى على النظر فى جميع الشكايات التى ترفع إليها بشأن الانتخابات على أن يتم إعلان النتائج بشكل نهائى فى 22 يوليو الجاري. من جانبها، أعلنت ازيتا رافات المتحدثة باسم حملة عبد الغنى نرحب بالنتائج الأولية.. لقد بذلنا جهدا كبيرا..لكننا لا نستطيع توقع النتائج النهائية التى سنقبلها مهما كانت لحين النظر فى الشكاوى. ولم يخف أنصار عبد الغنى فرحتهم أمس الأول فور إعلان النتائج ، حيث رقصوا فى شوارع كابول وقندهار ، وسمع دوى لطلقات نارية تعبيرا عن فرحتهم بالانتصار. وعلى الصعيد الدولي، حذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى من محاولة الاستيلاء على السلطة فى أفغانستان بشكل غير مشروع. وقال أى محاولة للاستيلاء على السلطة بطريقة غير مشروعة فى أفغانستان سيؤدى إلى وقف الدعم المالى والأمنى المقدم من الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى لكابول. وأعرب كيرى الذى يزور طوكيو حاليا، عن قلقه الشديد بشأن التقارير التى تحدثت عن احتجاجات فى أفغانستان، مشيرا إلى أن واشنطن تنتظر من الهيئات الانتخابية الأفغانية أن تجرى تحقيقا شاملا ومعمقا فى كل المزاعم حول حصول مخالفات فى الانتخابات، داعيا القادة الأفغان إلى الحفاظ على الهدوء لحماية التقدم الذى تحقق خلال العقد الأخير والحفاظ على ثقة الشعب الأفغاني. ويخشى المراقبون الدوليون وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة أن تواجه العملية الانتخابية مأزقا يسفر عن توترات أو أعمال عنف فى مرحلة حساسة تستعد خلالها قوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» لمغادرة البلاد. وميدانيا، لقى 18 شخصا مصرعهم أمس غربى كابول خلال هجوم انتحارى بإقليم «باروان». وأوضحت مصادر أمنية أفغانية أن من بين القتلى ستة جنود من الناتو وشرطيين أفغانيين، فضلا عن عشرة مدنيين. ولم تعلن أى جهة حتى الآن مسئوليتها عن هذا الهجوم المسلح الذى يعد الأكبر من نوعه على القوات الأجنبية منذ مطلع العام الحالي.