عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم،إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته،وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه»رواه البخارى. يقول الدكتور عبد الغفار هلال الاستاذ بجامعة الازهر:لقد حث الإسلام على العدل بصور عديدة، وعالج نواحى الضعف النفسى التى قد تكون منفذا من منافذ الظلم، كما حذر من الظلم، ومن العوامل المؤدية إليه، وعالج الوقوع فيه وأرشد إلى سرعة التخلص منه، قبل أن يأتى يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون،إلا من أتى بقلب سليم. والحديث الذى معنا يحث على سرعة التحلل من المظالم- أيا كان نوعها فى العرض أو النفس أو المال- والتخلص منها قبل الآخرة، ويكون التحلل مع صاحب الحق الذى وقع عليه الظلم، فإن لم يكن حيا،فيكون مع ورثته، ويقع التحلل من المظلمة على صور مختلفة برد الحق إلى صاحبه،أو بتمكينه من القصاص، أوبأن يستسمح صاحب الحق فيرضى ويصفح عنه. واشار الى ان التحلل من الظلم شرط أساسى للتوبة إلى الله تعالى، فإذا كانت معصية العبد فى الدنيا تتعلق بحق آدمى، فإن شروط التوبة بالنسبة إليه هى أن يقلع عن المعصية، وأن يندم على فعلها،وأن يعزم على ألا يعود إليها أبدا،وأن يبرأ من حق صاحبها، ثم صور الحديث الشريف صورة ما يقع يوم القيامة،وكيفية أخذ الحقوق لأصحابها:»إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته»وقد وقعت هذة الجملة جوابا عن سؤال نشأ من الكلام،وكأن سائلا سأل:إذا لم يكن هناك درهم ولا دينار فكيف يقع القصاص، فأجيب»إن كان له عمل صالح....إلخ»أى أن الله تعالى يعطى ثواب العمل الصالح للمظلوم ويأخذه من الظالم فلا يحسب له، فإذا لم تكن هناك حسنات للظالم،أخذ من سيئات المظلوم، فيوضع ما له من ذنوب على ذنوب الظالم، فإن لم توجد حسنات للظالم ولا سيئات للمظلوم، أو كان الموجود منها لا يفى بالحق فإن الله الحاكم العادل يعاقب الظالم حينئذ بعذاب النار على قدر ظلمه.