* يسأل: محمد طه من القليوبية: هل آكل الحرام لا يىستجاب له دعاء. وهل تفتح أبواب التوبة للمذنب ذنوباً كثيرة؟ وما ثمرة التوبة الصادقة؟ وهل يشترط فيها. رد الحقوق لأصحابها؟. ** يجيب الشيخ زكريا نور من علماء ووعاظ الأزهر: نعم تناول ما حرم الله يغلق باب السماء أمام دعوة متناول الحرام أو آكل الحرام والدليل علي ذلك حينما نزل قوله سبحانه: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم" "51" سورة المؤمنون قال سعد يا رسول الله أدع الله أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال صلي الله عليه وسلم: "يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة فوالذي نفس محمد بيده أن العبد ليرفع اللقمة الحرام إلي فمه ما يتقبل منه عمل أربعين يوماً وأيما جسد نبت من سُحت فالنار أولي به". وباب التوبة مفتوح للتائب مهما أذنب بشرط ألا يعود إلي الذنب الذي ارتكبه لأن التائب من الذنب وهو مصر عليه كالمستهزيء بربه. قال تعالي: "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً أنه هو الغفور الرحيم" "53" سورة الزمر وقال: "وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدي" "82" سورة طه وثمرة التوبة الصادقة أنها تؤهل التائب وتعده لأن يكون أهلاً للنعيم الأبدي الذي لا يتخلف ولا يتحول ولا يزول قال تعالي: "يا أيها الذين آمنوا توبوا إلي الله توبة نصوحاً عسي ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعي بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك علي كل شيء قدير" "80" سورة التحريم وإنها تمحو الذنوب وتذيب الخطايا وفي الحديث الشريف أخبرنا صلي الله عليه وسلم: إذا تاب العبد تاب الله عليه وأنسي الحفظة ما كانوا قد كتبوا عليه من مساويء عمله وأنسي مكانه من الأرض ومقامه من السماء ليجيء يوم القيامة وليس من خلق الله بذنبه وقد استخلص علماء الإسلام للتوبة شروطاً لا تتحقق التوبة إلا بها وهي الندم علي ما فات من المعاصي والإقلاع عن الذنب والعزم علي عدم العودة إلي هذا الذنب مرة أخري. ويشترط لقبول التوبة رد جميع الحقوق لأصحابها أو لورثتها من بعدهم أو التصدق بها عليهم مادام في الإمكان ذلك وإلا فلن تُقبل التوبة ويأخذ صاحب الحق حقه من حسنات صاحبه يوم القيامة. قال صلي الله عليه وسلم: "من كانت له مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلل منه لليوم قبل أن لا يكون هناك دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم تكن له حسنات أخري أخذت من سيئات صاحبه فحمل عليه".