مازالت الزيارة القصيرة التى قام بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للنمسا قبل أيام تثير الكثير من الجدل فى الأوساط النمساوية والأوروبين حيث يرى الكثير من السياسسن أن الزيارة ،التى استغرقت يوما واحدا وتعد الزيارة الأوروبية الأولى لبوتين بعد ضم جزيرة القرم،أنما تأتى فى إطار الخدعة الروسية التى دأبت موسكو على ممارستها فى أوقات الأزمات لنشر الفرقة والانقسام بين الدول الأوروبية. ففى لقائه مع الرئيس النمساوى هاينز فيشر ورئيس الوزراء فايمان، وقع بوتين إتفاقا مع مجموعة أو إم فاو النمساوية لبناء جزء من أنبوب ساوث ستريم للغاز على الأراضى النمساوية. الجدير بالذكر أن الأنبوب المقرر توصيله من جانب شركة غاز بروم النفطية يأتى على غرار شركات مشابهة مثل إينى وأد اف، وسيربط الأنبوب الذى قدرت تكلفته بحوالى 16 مليار يورو ويتوقع تشغيله فى نهاية 2015، روسيا بجنوب الاتحاد الأوروبى عبر البحر الأسود متجنبا أوكرانيا بعد أن أدت النزاعات المتكررة على الغاز بين موسكووكييف إلى اضطراب الإمدادات الأوروبية. وتعترض المفوضية الأوروبية منذ أشهر على هذا المشروع بصيغته الحالية مؤكدة أنه لا يحترم الأنظمة الأوروبية على مستوى الطاقة واحترام المنافسة. ويشير بعض المحللين إلى أن زيارة الرئيس الروسى بوتين للعاصمة النمساوية فيينا تعتبر بمثابة رسالة تحدى للدول الأوروبية والولايات المتحدةالأمريكية فى حين يرى مسئولون أوروبيون فى مقدمتهم وزير الخارجية السابق لجمهورية التشيك أن الزيارة تأتى وفق اللعبة الروسية القديمة لتقسيم أوروبا من أجل الحصول على عوائد إقتصادية مأمؤلة وواعدة. ورداً على تلك الإنتقادات الموجهة للنمسا أعلن الرئيس النمساوى هاينز فيشر، بأن النمسا دولة منفتحة بشكل دائم أمام الحوار مع شركائها، مع الإبقاء على قنوات الإتصال مفتوحة بين كل الأطراف لاسميا فى الأوقات العصيبة.