لقد أنعم الله علي عباده بنعم لا تعد ولا تحصي فقال تعالي " وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ" إبراهيم:34 "فالله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صورة ووهب له نعمة السمع والبصر والكلام وفضله علي كثير من خلقه بنعمة العقل هذا هو الإنسان فما بالك بالإنسان المسلم الذي أنعم الله عليه بنعمة الإسلام وكفي بها نعمة ،فالإسلام هو الدين القيم الذي فيه صلاح البلاد والعباد، وهو أعظم المنن التي منّ بها الكريم الوهاب، وقد تكفل الله لمن سلكه بسعادة الدنيا والآخرة.. فيه المبادئ السامية، والأخلاق العالية، فنعم الله لا يمكن حصرها. وللحفاظ علي هذه النعم لا يكون إلا بشكر الله وحمده فبشكر الله تدوم النعم وبكفره تزول (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).فمن أنواع الشكر لله أن تشكر الله بقلبك بأن تخشي معصيته وترجو محبته وأن تدعو إلى سبيله وتستقيم على ذلك . كذلك الشكر باللسان بكثرة الذكر والحمد والاستغفار بالليل والنهار فبذكر الله تطمئن القلوب،وايضا الشكر بالعمل فما أكثر الأعمال التي تقربك إلي الله من مساعدة المحتاجين وصلة الرحم وإصلاح ذات البين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والرفق بالضعفاء وغيرها من الأعمال التي هي في ذاتها طاعة وشكر لله علي نعمته علينا. فيجب أن يكون الشهر الكريم فرصة لكل مسلم ومسلمة ليشكر الله عز وجل علي النعم ،فإن من عظيم هباته وجزيل نعمائه على عباده المؤمنين أن شرع لهم صيام شهر رمضان المبارك وجعله أحد أركان الدين التي عليها يقوم ، ولما كان صيام رمضان من النعم العظيمة التي منَّ الله بها على عباده ختم الله الآيات التي أمر فيها بصيام شهر رمضان بقوله تعالى"وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" البقرة:185 ، لأن الشكر هو الغاية من خلقه للخلق وتنويعه للنعم . فما احوجنا إلي شكر الله تعالي ففيه تفريج عن النفس وبه يرتقي العبد ويعلو درجته. اللهم وفقنا لطاعتك وأعنا علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك يا أكرم الأكرمين. لمزيد من مقالات أحمد عبد الفتاح