* يسأل تامر سيد علي من المعادي: انتهي شهر رمضان وانقضت أيامه. فكيف نودعه؟ ** إن الصائم ظل شهراً كامل في ضيافة الله عز وجل وكان في معية الله تبارك وتعالي كان بالليل قائماً وفي النهار صائماً وللقرآن الكريم تالياً وللزكاة فاعلاً وعاش الصائم في خير ما بعده خير وفوجيء الإنسان ان أيام رمضان قد مضت فهل علم أن الذي مضي إنما هو في الأصل مضي من عمره وأدي هذا إلي قصر أجله وما مضي من عمره لا يمكن أن يعود مرة أخري لأنه ما من يوم ينشق فيه فجره إلا وينادينا يومه يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلي عملك شهيد فاغتنم ني فإني لا أعود إلي يوم القيامة. ولهذا جاء في الأثر: من أدرك رمضان صحيحا مسلما فصام نهاره وقام ليله وغض بصره وحفظ فرجه ولسانه ويده وحافظ علي صلاته في الجماعة وبكر إلي الجمعة فقد صام الشهر واستكمل الأجر وأدرك ليلة القدر وفاز بجائزة الرب. فمن التزم بكل هذا وجب عليه أن يشكر الله عز وجل علي ما أنعم به عليه من النعم عملا بما جاء في سورة البقرة في قوله جل شأنه. "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله علي ما هداكم ولعلكم تشكرون". من وفقه الله عز وجل علي طاعته في هذا الشهر الكريم وجب عليه أن يشكر الله عز وجل علي ما أنعم به عليه من نعم لا تعد ولا تحصي في شهر الصيام لأن الله سبحانه وتعالي قال في كتابه العزيز: "لئن شكرتم لأزيدنكم" وسيدنا داود عليه السلام كان دائماً يبكي ويقول: يارب وعزتك وجلالك لا أستطيع أن أشكرك حق شكرك فلما قيل له يا نبي الله كيف لا تستطيع أن تشكر الله حق شكره وأنت نبي الله؟ قال لأن توفيق الله لي علي شكره نعمة أخري تستوجب الشكر. فعلي الصائم أن يودع هذا الشهر الكريم بالتضرع إلي الله عز وجل أن يوفقه للمداومة علي طاعة الله كما كان مطيعا في هذا الشهر الكريم واستمر علي الطاعة مدة شهر كامل وعليه أن يعلم أن الأيام سرعان ما تجري ولا تعود فكذلك العمر يمضي ولا يعود. اللهم أعد علينا هذا الشهر بالخير والبركات وأدم علينا فضلك وكرمك يارب العالمين. * تسأل حنان مصطفي من القاهرة: انتهت أيام رمضان وأقبلت أيام عيد الفطر فما الذي يستحب للإنسان أن يفعله بعد رمضان؟ ** علي الإنسان أن يشكر الله عز وجل الذي وفقه للصيام مدة شهر كامل التزاما بقوله تعالي في سورة البقرة: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه". فكل من كان قادراً علي الصيام قد صام تقرباً إلي الله عز وجل وابتعد عن الشهوات والرغبات التي تخالف شرع الله عز وجل مدة شهر كامل ولهذا كان علي الصائم أن يستمر علي ما كان عليه في شهر رمضان بعد رمضان لأن المسلم قد عاهد الله عز وجل علي السمع والطاعة والعمل الصالح الذي يقربه من الله عز وجل ويجعله من المقبولين الفائزين بهذا الشهر الكريم لأن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام: يارب منعته الطعام والشراب والشهوة فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم بالليل والناس نيام فشفعني فيه وهنا يقبل الله عز وجل شفاعة القرآن والصيام لمن أخلص العمل لله رب العالمين. علي المسلم أن يكون وفياً مع الله عز وجل فمادام قد عاهد الله فعليه أن يكون وفياً مع الله تبارك وتعالي حتي لا يكون به صفة من صفات المنافقين وأنت أيها المسلم عهدناك في شهر رمضان قائماً بالليل صائماً بالنهار وكنت من عباد الرحمن فهل يليق بك أن تكون بعد ذلك من اخوان الشيطان رأيناك في شهر رمضان مؤدياً لزكاة مالك معطياً لزكاة فطرك فهل يليق بك بعد شهر رمضان أن تكون شحيحاً بخيلاً بعد أن وفقك الله للخير عهدناك في شهر رمضان متردداً علي المساجد ليلاً ونهاراً مشاركاً إخوانك في صلاة الجماعة وفي صلاة التراويح وكنت تالياً للقرآن الكريم. رأيناك إنساناً كريما واصلاً لرحمك عطوفاً علي الفقراء والمساكين متسامحاً مع من أساء إليك. ونصيحتنا إليك أن تظل علي العهد وفياً حتي تكون إنساناً تقياً بدلا من أن تكون إنساناً شقياً وأحب الأعمال إلي الله أدومها وإن قل.