طالب المؤتمر السنوى للمراجعات الأمنية فى دول منظمة الأمن والتعاون الأوروبى فى ختام أعماله أمس فى العاصمة النمساوية فيينا بضرورة إيجاد حل سلمى عاجل للأزمة الأوكرانية. وقال بيان صادر عن المؤتمر إن الأزمة الأوكرانية هى أزمة الأمن الأوروبى عامة ، وقد نبهت الدول الأعضاء فى المنظمة إلى أهمية تطوير السياسات الأمنية واحتواء الصراعات قبل أن تحتدم، وتكثيف المفاوضات السلمية لمنع تفاقم الصراعات فى المنطقة. جاء هذا فى الوقت الذى أعرب فيه ديمترى بيسكوف المتحدث الرسمى باسم الكرملين عن أمل بلاده فى استجابة الأطراف الأوكرانية المتناحرة لدعوات تمديد الهدنة، مشددا على أن موسكو ليست طرفا فى الصراع الراهن. وأوضح بيسكوف فى حديث لصحيفة »موسكوفسكى كومسوموليتس« أن موسكو تعول فى الوقت الراهن على استجابة الأطراف المتنازعة فى أوكرانيا لدعوة الرئيس فلاديمير بوتين بتمديد الهدنة ووقف إطلاق النار فى جنوب شرق البلاد إلى ما بعد 27 يونيو الحالى. وفى الوقت ذاته، أشار الكرملين فى بيان له إلى أن بوتين أجرى مباحثات مع نظيريه الأوكرانى بيترو بوروشينكو والفرنسى فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اتفقوا خلالها على ضرورة تعزيز قوات المراقبة الدولية للأوضاع فى أوكرانيا، والعمل على سرعة الإفراج عن الأسرى والمحتجزين من الجانبين، وفتح حوار بين الأطراف الأوكرانية المتنازعة. وعلى الصعيد الأمريكي، كثف البيت الأبيض من ضغوطه على الجانب الروسي، حيث اتفق الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع ماتيو رينزى رئيس الوزراء الإيطالى على التنسيق لفرض عقوبات إضافية على موسكو إذا لم تتخذ إجراءات سريعة لخفض حدة التوتر فى شرق أوكرانيا. وكان البيت الأبيض قد أعلن أن أوباما اتفق خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون على إنه »فى حالة عدم اتخاذ موسكو خطوات فورية لتهدئة الوضع فى شرق أوكرانيا، فإن الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى سيلجئان إلى تشديد العقوبات على روسيا«. ومن ناحيته، أكد جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى أنه على روسيا إثبات أنها تعمل على نزع سلاح الميليشيات الموالية لها فى شرق أوكرانيا خلال الساعات القليلة المقبلة ، على حد قوله. يذكر أن مهلة وقف إطلاق النار تنتهى اليوم الجمعة، وهو نفس اليوم الذى من المنتظر أن توقع فيه أوكرانيا اتفاق مشاركة استراتيجى مع الاتحاد الأوروبى من شأنه أن يبعدها عن روسيا، وهو الاتفاق الذى كان سببا رئيسيا فى نشوب الأزمة الحالية.