في حادثة مفجعة لم يتم إلقاء الضوء عليها بالقدر الكافي اعلاميا نظرا لوقوع مجزرة بور سعيد وهي انهيار عقار بشارع محمود هريدى فى منطقة دربالة بأرض شاكوس التابعة لقسم شرطة المنتزه بمحافظة الإسكندرية مكون من 6 أدوار قديمة وقام ملاكه بإضافة ثمانية أدوار أخرى حديثة فوقه، مما أدى لوجود أحمال زائدة عليه وتم العثور علي جثة والبحث عن جثث 6 أسر مقيمة به حسب روايات للجيران منها عروسين تم زفافهما في العقار قبل نصف ساعة من انهياره. وقد بعث أحد القراء وهو من سكان الشارع الذى به العقار برسالة الى بوابة الأهرام الإلكترونية ونعرضها كما هي رغم الأخطاء اللغوية الكثيرة بها يقول فيها: "المنطقة التي يا جماعه كل العقارات اللي اتبنت في الشارع كلها مخالفة واساسها ضعيف في خلال شهر بيكون خلصوا دورين واللي بعده واللي مفكر ان مهندسين الحي بقوا يخدوا فلوس لاء دا المصيبة اكبر المهندس بقا بيخاف من البلطجية والصيع اللي ماسكين العقارات وبيعمل شغله ويتحط في الدرج وتيجي تروح الحي تقولهم نفذوا القرارات اللي انتوا مطلعينها في الازالة يقولك احنا مش جهة تنفيذ تروح القسم المنتزة خايفين ينزلوا ويقلولك روح تاني الحي وهكذا واخر واحد يقولك بص احسنلك تبلغ المجلس العسكري الشرطة مش حتعمل لك حاجة بيخافوا من الناس دلوقتي ويتفرق دم الضحايا بين القبائل واللي عاوز يشوف مجزرة جديدة للعقارات في الاسكندرية ينتظر منطقة الفلكي قريبا اللي كلها عقارات 14 دور واساسها بايظ والارض كلها زراعيه عايمه علي الطين ربنا يستر وحسبنا الله ونعمه". ............................... ماتت عدة أسر في هذه الحادثة والتي تتكرر كل فترة فى الإسكندريةفالمدينة تحولت الي ناطحات سحاب ، عقارات لا يقل ارتفاعها عن 15 أو 20 دورا أو أكثر في حارات وليس شوارع عرضها لايزيد عن متر في مترين ، الأسكندرية تتعرض لحالات بناء مخالفة وكما يقال "علي عينك يا تاجر" انفلات أمني .. خوف الأجهزة التنفيذية من البلطجية فمن سيحميه من بطشهم ؟ .. وقبل كل شيء انعدام الضمير. الجهات الرسمية تتنصل كلها من الكارثة فمحافظ الإسكندرية مثلا أكد في تصريح لإحدي الجرائد القومية بتعرض المدينة لفوضي خطيرة في البناء منذ مارس الماضي مما ينبيء بكارثة محققة مع استمرار المخالفات الواجب إزالتها كل يوم دون رادع قومي وانه يحتاج 180 سنة لإزالة نحو 160 ألف مخالفة مؤكدا أن جميع إمكانات الأمن والاحياء مجتمعة لا تتحمل سوي تنفيذ حالة إزالة واحدة يوميا؟ وهذا التصريح الخطير من قبل المحافظ يؤكد حدوث كوارث عظيمة في القريب العاجل لا ولن تحمد عقباها.. أما مسئولو الحي يتبرأون دائما من هذه الجرائم فقرار الإزالة موجود ولكن لم يتم تنفيذه من السكان الذين يعلمون جيدا أن خروجهم أمواتا من العقار خير لهم من الحياة في العراء أو تحت مظلة خيام الإيواء . حل مشكلة مخالفات البناء يتلخص في نقطتين هما تغليظ العقوبة علي المخالف تصل للإعدام فالنفس بالنفس والعين بالعين ، أيضا تبسيط إجراءات الترخيص، مع الأخذ بأهمية وجود شرطة ونيابة ومحكمة متخصصة علي غرار شرطة الإسكان وشرطة السياحية وشرطة الكهرباء. مذبحة بورسعيد حصدت مئات من الشهداء والمصابين ولكن دفعة واحدة أما مذبحة الإسكندرية فستحصد الآلاف من الأبرياء الذين لا ذنب لهم فيما حدث إلا أنهم يبحثون عن حياة كريمة آمنة حتي لو كانت داخل عقار مهدد بالانهيار فى آية لحظة. المزيد من مقالات عادل صبري