قفزة حضارية كبري حظي بها ميدان محطة الرمل الشهير بالاسكندرية، حيث تخلص من أكوام القمامة التقليدية التي علقت به لسنوات، وخلا من الباعة الجائلين الذين استعمروا المواقع حتي صاروا وصمة يصعب إزالتها، وتم محو عبارات القذف المهينة من الجدران والتي تندد بالعسكر والرئيس. بالإضافة إلى أعمال الدهانات لمباني ومحال الميدان التي أعادت الحياة إليهم كما تم تشغيل النافورات ونشر أصص الأشجار والأزهار وتكثيف الإضاءة ليلا وانتظام النظافة اليومية، ليبدو الميدان بعد أن طوره المحافظ النشط اللواء طارق المهدي شبيها بالميادين الأوروبية فى روما ومارسيليا ومدريد، بما يعطي الأمل في مد تلك اللمسة الحضارية لميادين أخري بالمدينة التي كانت تحمل لقب عروس البحر الأبيض المتوسط! وتتبقي مشاكل أخري فى الميدان منها التكدس المروري من شارع الكورنيش حتي الشوارع الجانبية وما يتبعه من ضجيج أبواق السيارات، وارتفاع درجات التلوث وتعطل المواطنين بالساعات، ناهيك عن انتشار المتسولين وتردي ظاهرة معاكسة الفتيات مع اختفاء رجال الأمن وهم القادرون على صيانة تلك اللوحة الحية الجميلة. وإذا استمرت تلك الجهود بالتكاتف الشعبي والاستقرار الأمني لانتقلت تلك العدوي الحضارية الجميلة الي سائر ميادين الاسكندرية تدريجيا لتصبح فى مصاف المدن الأوروبية خلال زمن قياسي، وتصبح الإسكندرية نموذجا لمحافظات أخري أولاها القاهرة التي تعاني من شيخوخة حضارية مستعصية. لمزيد من مقالات محيى الدين فتحى