تعيش محافظة أسيوط أزمة سفر طاحنة تزامنا مع بداية إجازة نهاية العام، وقد زاد من تفاقم الأزمة عدم عودة السكك الحديدية للعمل بكامل طاقتها وتخوف الركاب من الميكروباص بسبب الحوادث التي لا تنتهي ومن الغريب أنك إذا ذهبت لشباك التذاكر في محطات أسيوط في أي وقت ستجد الإجابة المعروفة لا يوجد تذاكر رغم أن طرحها لم تمر عليه ساعات. ومن هنا أنصحك بأحد أمرين أن تذهب للمقهي المقابل لمحطة سكك حديد أسيوط وتطلب من القهوجي بدلا من فنجان قهوة تذكرة سفر، أو تلين في الكلام لموظف التذاكر وتقول له : محتاج تذكرة ضروري وأنا تحت أمرك، عندها ستجد الموظف يبتسم ويبحث لك في كل روابط الشبكة عن أقرب تذكرة لك إن كانت المحطة التي تريد الحجز منها كاملة العدد وأحيانا سيفتح الدرج الخاص به ويأتيك بالتذكرة. يقول حسين الأقصري"مندوب تسويق بإحدي الشركات" تضطرنا ظروف العمل للسفر المستعجل وأحيانا نذهب قبل الحجز بعدة أيام فلا نجد حجزا بمحطة أسيوط، وعندما نلح علي الموظف الموجود "اصرف أنت" نجد المعاملة تغيرت وبعد لحظات يأتي الرد سأحجز لك من أقرب مكان وبعد دفع ثمن التذكرة تفاجأ بأن الموظف عمل حسابه وأخذ نصيبه نظير تعبه وبحثه في الشبكة، وكأن ذلك ليس من صميم عمله، وفي إحدي المرات جاء أحد المواطنين ليرد تذكرتين كان قد حجزهما فأخبره الموظف بأن قرارات الهيئة تنص علي خصم 20٪ من قيمة التذكرتين اللتين تقدران بنحو 68 جنيها وهما درجة ثانية من أسيوطالقاهرة، ليسترد هذا المواطن نحو 54 جنيها، فانتظرت الموظف ليعيد التذكرة مرة أخري للشبكة وتصبح متاحة لأي طالب ولكنه لم يفعل، ونظرا لأن محطة أسيوط عليها ضغط فلم تمر سوي دقائق ليأتي طالب آخر للتذكرة وينعم الموظف بفرق السعر ال 20٪، وكذلك قرار عملية "ترجيع" التذكرة بأن يكون قبل ميعاد السفر ب 48 ساعة بدلا من 24 ساعة في السابق، وهو ما يعطي فرصة أكبر للموظف للاحتفاظ بالتذكرة وقتا أطول، مما يعني أن قرارات السكك الحديدية هي من ساعدت علي إيجاد سوق سوداء. ويشاركه الرأي محمد الريس "موظف" ومن عشوائيات قرارات السكك الحديدية والظلم البين هو مبلغ الغرامة التي يتم تحصيلها من الراكب "بدون تذكرة" في القطارات المكيفة والتي تقدر بستة جنيهات فوق ثمن التذكرة مع أنه لم يرتكب ذنبا سوي أنه ذهب لشباك حجز التذاكر فلم يجد حجزا، فاضطر للركوب علي أن يقطع التذكرة من داخل القطار وسيضطر للوقوف الطريق كله ويدفع غرامة. في السياق ذاته تمكن ضباط مباحث النقل والمواصلات بأسيوط من ضبط عاملين الأول يعمل بمكتب عميد كلية الزراعة بجامعة أسيوط في أثناء قيامه ببيع 34 تذكرة متنوعة علي المسافرين داخل المحطة بأسعار أغلي من أسعارها الفعلية واستغلال المسافرين، كما تم ضبط عامل بالشباب والرياضة في أثناء قيامه ببيع 12 تذكرة متنوعة لعدة قطارات داخل المحطة بأسعار أغلي من أسعارها الفعلية وتم تحرير محضرين لهما. أما في محافظة سوهاج فالوضع لايختلف كثيرا وما زال الحصول علي تذكرة سفر بالقطارمن شباك التذاكر ضرباً من ضروب الخيال، ويقول أحمد دياب من الصعب ورابع المستحيلات أن تجد تذكرة بقطارات الدرجتين الأولي والثانية من سوهاج للسفر بمريض يحتاج علاجا بالقاهرة قبل 15 يوما رغم أن المريض قد يكون محتاجا للانتقال أمس قبل اليوم أو الغد خاصة وأن البعض لا يتحمل السفر بالأتوبيس وما أدراك ما الأتوبيس، وكيف يكون الحال إذا تعطل في منتصف الطريق ليلا أمام المنيا أو بني سويف وما يصاحب ذلك من حالة رعب وخوف البعض من السفر بالسيارات. ويتهكم أيمن جابر قائلا "رضينا بالهم والهم مش راضي بينا " فقطارات الدرجتين الأولي والثانية المكيفة ليست احسن حالا من قطارات الدرجة الثالثة والمميزه فالمقاعد سيئة وبعضها لم يعد مريحا واصبحت تتكدس بالركاب الذين يضطرون للسفر بها واقفين ودفع غرامة ناهيك عن دورات المياه القذرة والتي لا تجد بها مياها وكأننا مواطنون من الدرجة العاشرة. وأشار عادل عبد العال إلي أنه يبدو أن هناك شيئا ما يحدث في الحصول علي تذاكر القطارات، حيث يتيح نظام الحجز بالكمبيوتر سحب التذاكر المخصصة لسوهاج في المحطات الفرعية بمجرد فتح باب الحجز بالقطار قبل 15 يوما من موعد السفر وتسربها لتجار السوق السوداء الذين يتحكمون في أسعارها حتي الحجز في قطار النوم الذي يصل ثمن حجز السرير به إلي 320 جنيها يحتاج 3 أيام قبل السفر. وقال مصدر مطلع بالسكك الحديدية الحديد رفض ذكر اسمه إن عدد القطارات التي تعمل علي خط الصعيد 8 قطارات فقط منها 5 قطارات أسوان- القاهرة وقطار أسوان- إسكندرية وقطار الأقصر - القاهرة وقطار الأقصر- إسكندرية نصيب سوهاج من البلينا حتي طما بكل منها 10 مقاعد فقط بالاضافة لقطار سوهاج - القاهرة التي يتحرك في الساعة السادسة صباحا، مشيراً الي أن الغاء القطار رقم 981 أسوان- القاهرة والقطارين رقمي 891 و869 سوهاج - القاهرة و971 سوهاج - بور سعيد، بالطبع تسبب ذلك في زيادة معاناة المواطنين في الحصول علي تذكرة. والسؤال.. إلي متي يستمر الإهمال والتهميش لمحافظات الصعيد الجواني وبخاصة سوهاج وتنتهي رحلة عذاب أهلها في الحصول علي تذكرة بالقطار السريع.