منذ ألفى عام ارتبطت الدول العربية والصين بعلاقات وطيدة عبر طريق الحرير بشقيه البرى والبحرى القديم الذى تسعى الصين إلى إعادته للحياة مرة أخرى لتحقيق منافع اقتصادية من شأنها تغيير الخريطة الاقتصادية للعالم حيث يربط بين 3 مليارات نسمة . ونظرا لأهمية العالم العربى بما يحويه من طاقة وآفاق تعاون مهمة مع الصين فقد كان إحياء طريق الحرير أحد أهم محاور اجتماع منتدى التعاون الصينى الذى بلغ من العمر 10 سنوات وعقد فى العاصمة بكين مؤخرا. وفى حين أكد الرئيس الصينى شى جين بينج على أهمية التعاون المربح للجانبين بين الصين والدول العربية من أجل تعزيز روح طريق الحرير وصف نبيل العربى أمين عام جامعة الدول العربية ووزير الخارجية المغربى صلاح الدين مزوار التعاون عبر طريق الحرير بأنها معادلة “رابح- رابح”. وقد اتفق الجانبان أيضا على تم الاتفاق على فتح مجالات جديدة للتعاون مثل الطاقة الجديدة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، والصحة ومكافحة التصحر الصينيون مغرمو...ن بالأرقام مثلما هم مغرمون بالحكم والأمثال الدارجة , فى حديث الأرقام قال الرئيس الصينى انه خلال السنوات الخمس المقبلة، ستستورد الصين منتجات بقيمة اكثر من 10 تريليونات دولار وستقوم باستثمارات مباشرة بقيمة أكثر من 500 مليار دولار بالخارج. وفى 2013، بلغت واردات الصين من الدول العربية 140 مليار دولار، تمثل 7% فقط من تريليونى دولار هى قيمة البضائع الصينية التى تستوردها الصين سنويا وبلغت قيمة الاستثمارات الصينية المباشرة فى الدول العربية العام الماضى 2.2 مليار دولار، اى 2.2 % فقط من 100 مليار دولار ستستثمرها الصين سنويا بالخارج. وأوضح وزير خارجية الصين “ وانج أي” أنه تم التوصل لخريطة طريق لتعزيز التعاون العربى الصينى خلال السنوات العشر المقبلة وزيادة حجم التبادل التجارى من 240 مليار دولار للعام الماضى إلى 600 مليار دولار فى السنوات العشر المقبلة. كما سيشجع الجانب الصينى الشركات الصينية على تعزيز استثماراتها فى الدول العربية فى مجالات الطاقة والبتروكيماويات والزراعة والتصنيع والخدمات، سعيا إلى زيادة رصيد الاستثمار الصينى غير المالى فى الدول العربية من 10 مليارات دولار للعام الماضى إلى أكثر من 60 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة. وأضاف يمكن للجانبين بحث إقامة “ المركز الصينى العربى لنقل التكنولوجيا” والتشارك فى بناء “ مركز التدريب العربى للاستخدامات السلمية للطاقة النووية” وبحث مشروع تشغيل نظام “بيدو” الصينى لتحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية فى الدول العربية. الحذاء الملائم ورائحة البنفسج و فى حديث الأمثال وتأكيدا على أهمية التنمية المستقلة بالطريقة التى تراها كل دولة قال الرئيس الصينى “ليس بالضرورة ان يلائم حذاء اى شخص الآخرين ولكن يجب أن يلائم قدمه وحده، ولذلك يجب الا تكون طريقة ادارة اى بلد بنفس طريقة الآخرين وانما ينبغى ان تعود بالنفع على الشعب”. واضاف ان شعب اى دولة هو وحده القادر على معرفة ماذا كان طريق التنمية يلائمه أم لا مثلما “لا يمكن ان تفوح جميع الزهور بعبق زهرة البنفسج”، فلا يمكننا ان نتوقع ان تتبع دولا ذات تقاليد ثقافية وخبرات تاريخية وحقائق وطنية مختلفة نفس مسار التنمية، والا فسيصبح العالم مملا للغاية”. وقال ان الصين مستعدة لمشاركة خبراتها الادارية مع الدول العربية حتى يستفيد الجانبان من الحكمة المستقاة من حضارة الجانب الأخر وممارساته فى التنمية. ويعتبر “طريق الحرير البحرى - القرن 21” مشروعا استراتيجيا تسعى الصين إلى إنشائه على خطى طريق الحرير القديم، وهى مجموعة من الطرق المترابطة كانت تمتد من المراكز التجارية فى شمال البلاد، وتنقسم إلى فرعين بالشمال والجنوب، حيث يمر الفرع الشمالى من منطقة بلغار- كيبتشاك وعبر شرق أوروبا وشبه جزيرة القرم وحتى البحر الأسود وبحر مرمرة والبلقان وصولا إلى البندقية. أما الفرع الجنوبى فيمر من تركستان وخراسان ويمر عبر بلاد ما بين النهرين وكردستان والأناضول وسوريا مرورا بتدمر وأنطاكية إلى البحر الأبيض المتوسط أو عبر دمشق وبلاد الشام إلى مصر وشمال إفريقيا. وعلى بعد 1300 كيلو متر من بكين حيث انعقد المنتدى كانت الجولة الميدانية فى اقليم نينغشيا فى شمال غرب. وتعد نينغشيا حلقة وصل هامة على طريق الحرير القديم الذى ربط الصين بالدول العربية قبل أكثر من 2000. ويحرى على أرض الإقليم بناء المنطقة الاقتصادية لتسريع تنمية المناطق الغربيةالصينية المتخلفة وتعزيز التبادلات الاقتصادية والتجارية والثقافية مع العالم العربى والإسلامي.