تحت عنوان «إصداران لأعمال منصور فهمي» المنشور بجريدة الأهرام يوم الأربعاء 11 يونيو الحالي، فى باب «الكتب»، أثنى الكاتب العزيز مشكورًا على الجهد المبذول فى كتاب «منصور فهمي.. الأعمال العربية الكاملة» الصادر 2013، ورأى أنه يستحق الاهتمام، ثم أشار إلى كتاب آخر أصدرته دار الكتب المصرية أيضًا 2013 بعنوان «من تراث منصور فهمي»، الذى أعده المهندس سداد منصور فهمى وقدم له الدكتور مصطفى لبيب عبد الغني. وتساءل الكاتب بدافع الحرص والواجب قائلاً: «لو كان هناك تنسيق بين مؤسسات وزارة الثقافة, ألم يكن من الممكن أن يصدر كتاب واحد لأعمال منصور فهمي، خاصة ان مادة الكتابين تكاد تكون متشابهة؟..»، وتعنينى هنا تحديدًا كلمة «متشابهة»، لأن الرابط بين العملين فى حقيقة الأمر هو اسم منصور فهمي، والرغبة المشتركة فى اتاحة فكرة، وإعادة الاعتبار إلى مشروع الإصلاح والتحديث. ومن يمعن النظر فى مادة الكتابين كليًا، لن يجد أيًّا من أعمال منصور فهمى الرئيسية التى حققتها، داخل كتاب المهندس سداد منصور، ولكن الالتباس قد يأتي- للوهلة الأولى- ربما بسبب الفهارس التسجيلية لكل محتويات كتب أبيه، ومن بينها بطبيعة الحال بعض الكتب التى اشتغلت عليها ووردت محققة فى متن أعمالي. فبدت وكأنها فهرس كتابه هو، خاصة أن فهرس محتويات كتابه الفعلى ليس فى أول الكتاب ولا فى آخره!! إنما «هناك» فى ص 23 بعد تمهيد بقلمه ومقدمة الدكتور مصطفى التى تتقاطع مع مسارات مهمة فى فكر منصور فهمي. وبذلك أصبحت فهارس الكتب التى حققتها ضمن عملى فعليا، وليست ضمن محتويات كتاب المهندس سداد، أقرب ليد المتصفح من فهرس موضوعات كتابه.. وهذه مسألة - على غرابتها- تزول بمجرد الانغماس فى القراءة الفعلية. وهى تعود- فى تقديري- لبعد مجال وضع الفهارس والكتب والتصنيف وتقاليده المرعية عن مجال تخصص المهندس سداد فهمى الذى يجمعنى به تواصل راق ومودة.. وأتذكر أننى بعد لقاءين بالسيد سداد المقيم بين سويسرا والقاهرة، أعطيته نسخة من فهرس محتوى مجلدات عملى الثلاثة التى كنت قد حققتها، مع نسخة من مقدمة التحقيق ليطمئن للعقل الذى يعمل فى فكر أبيه. هذا فيما يتعلق بالتوضيح الواجب، وحان وقت تقديم الشكر المؤجل إلى الدكتور أحمد مجاهد المثقف الذى أدرك بوعيه الفكرى وحسّه المسئول أهمية نشر هذه الأعمال الفكرية باعتبارها الحلقة المفقودة بين سلسلة رواد التنوير والإصلاح المصريين. وآمل أن تحل مشكلة توزيعها المرتبك، وأن يتيحها من يعنيهم الأمر للباحثين فى مكتبات الكليات والمعاهد ذات الصلة، وفى مكتبات المدارس وقصور الثقافة المختلفة، حتى تفى بأحد أغراض نشرها. وأخيرًا، لا شك فى أن أعمال منصور فهمى العربية الرئيسية حصرًا، هى ما عملت عليه جمعًا وتحقيقًا وتقديمًا على مدى ما يقارب من الأربعة أعوام بذلت فيها جهدًا محببًا إلى نفسى لقى الترحيب والتشجيع من أساتذة كبار وأصدقاء أعزاء، وقد أشرت فى مقدمة عملى إلى أن ما تركه الدكتور منصور فهمى من مقالات كثير جدا، ومنثور بين طيات الصحف والدوريات، ويستحق كتابًا ثانيًا وثالثًا مثل كتاب المهندس سداد، وهو- حسب علمي- ماضٍ فى ذلك، كان الله فى عونه.