ما حدث ويحدث من محاولات تحرش فى الشارع المصرى، ما هو إلا رسالة واضحه للغلاة دعاة القيم والفضيلة الزائفة، قبل عقود خلت، كنا نرى مذيعات أمثال سلوى حجازى وليلى رستم ورشا مدينة ونجوى إبراهيم وسلمى الشماع وغيرهن، وكيف كن يرتدين ملابسهن، كأنهن عارضات أزياء، نجمات تتلألا فى سماء القاهرة والعالم العربى، وعلى شاشات التليفزيون كم هى الملايين التى استمتعت بالتابلوهات الراقصة للفنانة سهير زكى على أنغام محمد عبد الوهاب. وبالتوازى كانت تعرض إبداعات درامية تميزت مشاهدها بالجرأة وهى بالمقاييس الحالية بورنو جرافيك، ومع هذا لم نجد من يعطينا دروسا ومواعظ ، ولما لا فقد كان ينظر للمحروسة ببنياتها وكأنها قطعة من اوروبا، ونحمد المولى سبحانه وتعالى، أننا مازلنا نملك تراثا من الابيض والاسود يذكرنا بماضينا الذى صار ذكرى عزيزة ، وأن حسرنا على ما آل إليه واقعنا. وأزعم أن إيمان المصريين كان رفيعا فهم متمسكون بإسلامهم دون تطرف أو تشدد أو مغالاة من اى نوع، ولم نكن قد عرفنا بعد الحجاب، أما النقاب فلم يأت ذكره قط ونحن أبناء أحياء شعبية حتى النخاع . تعالوا الآن، وانظروا لمصر يقينا ليست هى الستينيات أو الخمسينيات وحتى السبعينيات، موجات بشر هادرة تزحف على المساجد وصوت الآذان يأتيك من كل صوب وحدب وبشكل فلكلورى ضاع معه حلاوة الصوت ورونقه، ضجيج يبعث على القلق والحيرة، وفى أماكن العمل إفترشت الطرقات للمصلين تاركين ما فى ايديهم من مصالح العباد، وعلى شاشة الفضائية المصرية تجد مقدمات البرامج وهن يتدثرن بتلال من المعاطف وكأنهن فى الإسكيمو فى الوقت الذى تكون فيه درجة الحرارة بماسبيرو قد تجاوزت الاربعين. فهل ظفرنا بالفضيلة؟ مع الأسف فما نعيشه هو نقيضها ، طوفان من إنعدام الأخلاق والألفاظ الجارحة والسرقات والأغتصاب وزنا محارم، إلى أخره من الفوضى العارمة فما الحل أذن ؟ المسألة ليست فى مظاهر التدين أو هذا الإسهال من الأغانى الوطنية، علينا أن نتوقف فورا عن هذا النفاق، فالمجتمعات التى يكثر فيها الكلام عن الدين والوطن هى أبعد ما تكون عنه. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد