أعلن مصدر أمنى عراقى أمس اختطاف القنصل التركى فى الموصل و24 من معاونيه وقوة حراسته وسارعت تركيا بإخلاء قنصليتها فى الموصل لضمان سلامة العاملين فيها بعد أن انقطعت الاتصالات عنها بسب تضرر خطوط الهواتف إثر الاشتباكات بين مقاتلى وأفراد الجيش العراقى ، كما أعلنت السلطات الأمنية التركية حالة التأهب القصوى فى صفوف قوات الشرطة ، وأرسلت مديرية الأمن العامة توجيهات عاجلة وسرية الى كافة مديرياتها بعموم البلاد تطالبها بإتخاذ الحيطة والحذر ورفع جميع التدابير الامنية الى الحالة القصوى بعد تلقيها معلومات عن دخول أحد اعضاء »تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام داعش« المرتبطة بالقاعدة الى البلاد للقيام بعمل إرهابى يستهدف أحد المراكز التجارية المزدحمة أو مؤسسة حكومية حساسة . و ذكرت صحيفة ميلليت أمس أن الشخص الذى لم يتبين أسمه بعد، انتقل من منطقة جبال «بلقاس» الواقعة شرق مدينة حما السورية وأنه مر عبر المناطق الريفية للمدينة متوجها إلى تركيا التى سيدخلها بطرق غير شرعية وقد ارسلت صورة له لمديريات الأمن مع تأكيدات على أن هناك احتمالات للقيام بعملية ارهابية داخل مطار والاماكن المزدحمة وضرورة تكثيف الإجراءات الأمنية حول سفارات الدول الغربية، ومحطات القطارات والمطارات, ورأت الصحيفة فى تعليقها على هذه التطورات أن سيطرة المنظمة الارهابية على الموصل أوجد حالة من الارتباك ليس فى العاصمة أنقرة فحسب بل أربيل وواشنطن أيضا ،ونقلت عن دبلوماسيين قولهم أن ارتفاع صوت »داعش »وزيادة قوتها نابع عن فراغ السلطة فى سوريا فضلا عن سياسة المالكى الطائفية والتى تمثلت فى إقصاء السنة لافتين الى أنه سبق تحذير المالكى من مخاطرهذه السياسة إلا أنه لم يستجب. وأوضحوا أن التطورات التى تشهدها مدينة الموصل المتاخمة للأناضول إلى ضرورة وضع استراتيجيات جديدة للحد من تنامى تنظيم القاعدة وامتداداته المسلحة على المناطق الحدودية الجنوبية ولن يحدث ذلك إلا من خلال تأسيس تحالف قوى ودائم مع الاكراد فى سوريا مثلما حاصل الآن مع الحكومة الكردية فى اربيل. ولفت المراقبون الأنظار إلى أن تهديدات منظمة داعش الارهابية التى امتدت من سوريا حتى العراق لتأسيس دولة سلفية، ترغم العاصمة أنقرة على إعادة النظر فى أولوياتها الاستراتيجية فى العراقوسوريا فى سياق متصل انتقدت صحيفة وطن، الحكومة التركية وسياستها الخارجية التى جعلت من تنظيم القاعدة جارا مع تركيا ليس لسيطرته على الموصل فحسب بل لتوغله فى العديد فى المدن والبلدات والقرى السورية المجاورة لحدود البلاد مستخدما الأراضى التركية لانتقال أعضائها من الخارج الى سوريا. ومضت قائلة » من الممكن القول وبخطوط عريضة إن رفع علم التنظيم الإرهابى على مدينة الموصل هو مسئولية بغداد ، وواشنطن ، وطهران ، وأنقرة واربيل لكن سيطرة داعش على الموصل يكشف الخطأ الاستراتيجى ولو استمعت انقرة وتوجهت لاتخاذ خطوات نحو تشكيل تحالف استراتيجى مع الأكراد فى المنطقة كما ورد بخطاب عبد الله أوجلان بعيد نوروز الماضي لما جرؤ أعضاء «داعش« على احتلال الموصل