البطالة هى احد أهم التحديات التى تنتظر الرئيس القادم حتى يقدم لها حلولا جذرية ويتمكن من مواجهتها عبر خلق فرص عمل حقيقية وتسهيل اقامة مشروعات كثيفة العمالة وتشغيل المصانع المعطلة وزراعة الأرض القابلة للزراعة وغيرها من الحلول التى تحتاج الى ارادة سياسية قوية ومساندة شعبية واعادة تقويم نظام التعليم لتوفير احتياجات سوق العمل مع ضرورة مساهمة رجال الاعمال والمستثمرين بصورة فاعلة فى توفير فرص عمل حقيقية لامتصاص الاعداد المتزايدة من الخريجين.. "تحقيقات الاهرام" استطلعت آراء العديد من الخبراء والمتخصصين حول الحلول الممكنة لهذه القضية. فى البداية يقول المهندس محمد أنور رئيس مجموعة "شباب من اجل التنميه" ان البطاله موجوده فى كل دول العالم وبنسب مختلفه حسب طبيعة كل دوله وحسب تعريف ومفهوم كل دوله لمصطلح "البطاله" ففى مصر مفهوم البطاله هو أن كل خريج لايجد عملا فى تخصصه فهو لا يعمل ، حتى وان كان يعمل فى مجال آخر غير تخصصه فهو يعتبر نفسه عاطلا لأنه درس وتعب فى دراسته وأنفق والداه آلاف الجنيهات على تعليمه ليحصل على أعلى الدرجات حتى يدخل كليات القمه وبالتالى يتخرج ولا يجد عملا فى تخصصه ويضطر ان يعمل فى مجال آخر مع قناعته التامه بأنه يعتبر عاطلا وليس عاملا كما أن مفهوم العمل الفنى لدى الشباب هو مستوى اجتماعى أقل ودرجه ثانيه فى حين أن هناك ندره فى العماله الفنيه فى مصر ويعانى أصحاب المصانع والاستثمارات الأجنبيه ندرة العماله المصريه الفنيه المدربه وهى أحد أهم العوامل المنفره للاستثمارات الأجنبيه والعربيه فى مصر وبالتالى لدينا الآن مفردات المعادله ونستطيع بكل بساطه حلها فى ظل ثورة الاتصالات والمعلوماتيه التى نشهدها فى هذه المرحله وعن أفكاره لحل مشكلة البطاله يقول المهندس محمد أنور أنا أرى ان الموضوع ياتى من الجامعه والفكره تتلخص فى أن تكون السنه النهائيه لطلاب الجامعه هى عباره عن عام كامل يتم فيه إعداد الطالب لسوق العمل من دراسة للغه الأجنبيه وكذلك الحصول على الرخصه الدوليه لقيادة الكمبيوتر بالإضافه الى التدريب العملى فى مجال العمل حتى ولو كان ذلك بعيدا عن مجال التخصص أما العماله الفنيه فيجب إعادة النظر فى القبول فيها وطرق التدريس وتطوير الورش والمعامل بما يتناسب مع متطلبات العمل فى الشركات والمصانع وضرورة أن يكون هناك بروتوكول تعاون بين جمعيات المستثمرين المنتشره فى كل المدن الجديده والصناعيه بحيث يتم تطوير الورش والمعامل بمعرفة وتمويل المستثمرين ليكون الخريج على المستوى المهنى والحرفى المطلوب وبالتالى سيتخرج الشاب وهو متاح له الحصول على فرصة عمل مناسبه لتخصصه أما رجل الأعمال مجدى عفيفى رئيس المجلس الاقتصادى المصرى الخليجى فيقول أن أحد أهم أسباب البطاله فى مصر هو اختيار طلاب الثانويه العامه للقسم الأدبى وعزوفهم عن القسم العلمى نظرا لأنه لو لم يحصل على مجموع لكليات القمه فى القسم العلمى فسيضطر لدخول كلية أدبيه أو نظريه وبالتالى فهو يختصر على نفسه الطريق بالدخول فى القسم الأدبى وبالتالى عدد الخريجين المهنيين أو العلميين بدأ يتناقص حتى وصلنا لمرحلة شبه ندره فى العماله الفنيه سواء المهندسون أو الحرفيون أما عن أفكاره لحل هذه المشكله فيقول إنه من المعروف أن دول الاتحاد الأوروبى تحتاج حوالى 20 مليون وظيفه فنيه للشباب خلال العشر سنوات القادمه ذلك أن الاتحاد الأوروبى يعانى مشكلة أن ثلثى عدد السكان فوق سن الخمسين عاما وهو ما يمثل فرصه عظيمه للشباب المصرى للعمل فى أوروبا وبناء عليه فإن الفكره هى إقامة مدارس أو معاهد أو كليات تكنولوجيه فنيه متخصصه فى المجالات المختلفه تكون بمنزلة فروع لنفس المدارس الموجوده فى أوروبا وتدرس نفس المناهج المعتمده لدى الاتحاد الأوروبى ويكون أيضا المدرسون فيها هم أنفسهم من الاتحاد الأوروبى ويدرس الطالب فيها اللغه الأجنبية أيضا وبالتالى فإن خريجى هذه المدارس سيكونون معتمدين لدى الاتحاد الأوروبى ولهم أكثر من فرصه عمل فى نفس الوقت مما يحقق مبدأ الاستثمار الأمثل للعماله المصريه المحترفه فى الخارج والتى تنافس بقوة بين العماله الأخرى كما أن هذه الفكره تحقق نتائج قوية جدا فى تقليص الهجرة العشوائية والتى يتكبد فيها الخريج وأهله آلاف الجنيهات لتحقيق حلم العمل فى الخارج وهو غير مؤهل أصلا للعمل هناك وبالتالى يعمل فى غسيل الصحون وغيرها من الأعمال والمهن المهينه لكرامة الشاب المصرى كما ناشد عفيفى الحكومه القادمه لمصر إعادة النظر فى منظومة القبول فى الثانويه العامه وضرورة إعادة هيكلة منظومة التعليم الفنى ليوائم متطلبات سوق العمل أما أحمد يحيى – نائب رئيس مجموعة شباب من أجل التنميه فيرى أن إعانة البطالة أصبحت ضرورية فى الوقت الراهن تجنبا لانحراف الشباب والذى تعد البطاله أحد أهم أسبابه حيث إن الخريج يخرج لسوق العمل تائها حائرا بين متطلبات العمل التى لم يتدرب عليها وبين الواسطه التى أحبطت ملايين الشباب ولذلك فإن إعانة البطاله بشروط محدده علاج مسكن فى المرحله الراهنه حتى يتم تدريب الشباب على متطلبات سوق العمل الحاليه والمستقبليه مع دفع مرتب لهذا الخريج لإعانته على مصروفاته الشخصيه ومن ثم تشغيله فى إحدى الشركات التى تحتاج الى تخصصه التدريبى وهو ما يمكن ان نسميه التدريب المنتهى بالتوظيف أما مى شحاته [مدرسة] فترى أن الحل السحرى لموضوع البطاله يأتى من خلال تعاون كافة الجهات كالجهاز التنفيذى ورجال الأعمال والمستثمرين والهيئات والمؤسسات التعليميه وكذلك الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى الكل يتعاون فى ايجاد آليه مناسبه للشباب المصرى والثقافه المجتمعيه المصريه والاستفاده من تجارب الدول التى سبقتنا فى حل هذه المشكله مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المشكله ما تزال قائمه فى كل دول العالم. ويرى جمال الطحان - موظف حكومى - ان البطاله هى مشكلة المشاكل ولن يتم حلها الا اذا تدخلت كافة الجهات لوضع حد أدنى لها فمن غير المعقول ان يتخرج الشاب فى تخصص معين ثم يعمل فى تخصص آخر لا يعرف عنه شيئا سوى اكتساب مهاره معينه من احد مشرفيه لذا فإنه من الضرورى ان يتم التنسيق بين كافة الجهات المعنيه والا تعمل الجهات المعنيه بشكل منفرد أما المهندس الشحات على - مدير عام احد مصانع الصناعات الغذائيه - فيرى ان مشكلة البطاله يجب ان تكون اولى اولويات الحكومه القادمه لأنها لا تقل عن تحقيق الأمن والاستقرار فى البلاد بل انها العصب الرئيسى لتحقيق ذلك ومن وجهة نظره يرى ان حل مشكلة البطاله يكمن فى اصلاح منظومة التعليم التى يجب ان تتوافق مع احتياجات سوق العمل بما يوفر خريجا مطلوبا فى سوق العمل المحلى والعالمى. اما الخريجون الحاليون فلا بد من عمل برامج تدريبيه لهم لتطوير مهاراتهم لتتناسب مع سوق العمل. أما رفعت عبد القادر – مهندس انتاج – فيقول ان هناك حلولا سحريه لمشكلة البطاله فى مصر تكمن فى تشغيل الشباب فى القطاعات الخدميه التى يغطى دخلها مرتبات موظفيها وبالتالى لا تكلف الدوله شيئا مثل تشغيل الشباب فى الفترات المسائيه بالشهر العقارى مع زيادة رسوم التوكيلات وخلافه كون انها خدمه مميزه وكذلك فى منافذ المرور ويمكن عمل دراسه متكامله لجميع القطاعات الخدميه للجمهور وتشغيلها فى الفترات المسائيه برسوم أكثر لكونها خدمه مميزه أما سيد غويل – مدير ادارة بمصنع لانتاج زيوت الطعام - فيقول ان البطاله هى بطالة العقول وليست بطالة العمل بدليل أن دول العالم المتقدم يعمل فيها الشباب فى مجال الصناعات الصغيره والمتوسطه والتى تجعل منهم أصحاب مصانع صغيره تكبر تدريجيا مع زيادة حجم المبيعات وبالتالى فإن الدوله لها دور فى هذا الشأن وخصوصا فى شركات القطاع العام فالفكره تكمن فى انشاء شركات توريدات صناعيه للشباب على ان تلزم شركات القطاع العام بنسبه شرائيه محدده من شركات الشباب وبالتالى تضمن لهم سوقا لمنتجاتهم لفتره محدده ولتكن لمدة سنه مثلا من بداية العمل مع تدريب الشباب على تسويق منتجاتهم بشكل صحيح.