المجلس الاعلى للمقاومة الايرانية المرتبط بمنظمة مجاهدى خلق اختار عام 1996 السيدة مريم رجوى لتصبح رئيسة جمهورية ايران فى المنفى وذلك فى المرحلة الانتقالية التى تلى سقوط نظام الملالى ان حدث، وقد حاورت مريم فى لندن منذ 18 عاما ونشرت ذلك الحوار فى «الاهرام»، وفيه اسهبت السيدة/ رجوى فى الحديث عن تناقض سلوك نظام آيات الله مع الصور التى يرسمها لنفسه كنموذج للاعتدال الاسلامى المتطور، وذكرت- ضمن تدليلها على زيف نظام طهران- بعض شعارات المرأة مثل: »يارو سارى.. تارو سارى« او »الحجاب على الرأس او الضرب على الرأس«.. وقد استدعت حادثة كئيبة جرت فى طهران- مؤخرا- ذلك المقطع القديم من حديث مريم رجوى الى ذاكرتى، واعنى بذلك حادث تقبيل جيل جاكوب رئيس مهرجان كان فى فرنسا الممثلة الايرانية ليلى حاتمى تحية لها، وهو ما لا يعنى شيئا طبقا للثقافة الغربية فضلا عن ان جاكوب هو الذى بادر بالبوس، ومع ذلك اطلق الحادث سعار قوى التطرف الايرانية من عقالها، فقامت مجموعة سيدات تنتمين الى منظمة مجهولة اسمها: «شباب حزب الله» باصدار بيان وجهته الى النيابة العامة المختصة بشئون الاعلام من اجل سجن ليلى حاتمى لمدة تصل الى عشر سنوات لانها ارتكبت فعلا فاضحا. المدهش ان ارتكاب فعل حرام (حتى بموافقتنا على ذلك التوصيف وتلك المرجعية) يعاقب- وفقا للمادة 638 من قانون العقوبات الاسلامية فى ايران- بالسجن من يوم الى عشرة ايام مع الجلد باربع وسبعين ضربة، ومع ذلك فقد كانت مطالبة (شباب حزب الله) بسجن ليلى حاتمى لعشر سنوات وكانها ارتكبت فعل ادارة وكر للفساد من ذلك النوع الذى تعاقب عليه المادة 639 من قانون العقوبات الايرانى بالسجن لعشر سنوات.. اللافت فى الحادث هو قيام منظمة مجهولة (شباب حزب الله) بتوجيه الخطاب المطالب بعقاب ليلى حاتمى والمحدد لمدة العقوبة.. يعنى نحن بصدد مجتمع تفرض فيه القوى الخفية شكل الاجراءات المنظمة لحيوات الافراد، وقد حولت الشعب الى كتائب من المخربين تحرض السلطات على ممارسة اشد انواع الاستبداد وتحدد- على كيفها- مدد العقوبات.. هذه هى خطورة المرجعيات الدينية حين تتحكم فى بلد وتطلق فرق وميليشيات التطرف لمطاردة الناس فيه. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع