الآن.. وقد انتهت الانتخابات الرئاسية بهدوء وأمان.. تبقى التحية واجبة لكل من أسهم فى تجربة ديمقراطية، تمثل خطوة رئيسية على طريق المستقبل. ولعل التحية الأولى هى لأكثر من 25 مليون ناخب وناخبة أدلوا بأصواتهم، وهم جميعا، سواء الذين اختاروا المشير عبدالفتاح السيسي، أو السيد حمدين صباحي، أو حتى أبطلوا أصواتهم، كانوا عصب نجاح العملية الانتخابية. أما التحية الثانية، فهى ولاشك، لنحو 600 ألف من رجال القوات المسلحة والشرطة، الذين أعطوا الأمان لملايين المصريين طوال خمسة أيام كاملة، ومنذ اليوم السابق للاقتراع، وحتى انتهاء الفرز فى اليوم التالى لإغلاق الصناديق.
أما التحية الثالثة، فهى لأكثر من 16 ألف قاض، واصلوا الليل بالنهار، لتوفير العدالة والنزاهة، وكانوا ضمانة لممارسة ملايين المصريين لحقهم فى الاختيار، ووصول صوت كل منهم لمن اختاره، أو رفضه من المرشحين.
وهنا لابد أيضا من توجيه الشكر والتحية، إلى المعاونين من الإداريين، الذين أسهموا فى مرور العملية الانتخابية بيسر وسهولة، وبدون أية شكاوى تذكر.
ولعله من الواجب أيضا، أن نحيى منظمات المجتمع المدنى المصرية والعربية والإفريقية والأوروبية، التى قامت بدورها فى متابعة الانتخابات، وتمثل شهاداتها بنزاهة العملية ردا حاسما على مروجى الشائعات والأكاذيب.
واذا كنا فخورين بتجربتنا الديمقراطية التى تنقل مصر إلى المستقبل، فإن المؤكد أن علينا أن نتوقف فى المستقبل القريب أمام هذه التجربة، ونرصد إيجابياتها وبعض السلبيات وكلها كانت هامشية ومحدودة من أجل تعظيم الايجابيات والتأكيد عليها، وتلافى السلبيات، فى تجارب ديمقراطية أخرى مقبلة لعل أولها سيكون انتخابات البرلمان. لمزيد من مقالات رأى الاهرام