منذ سنوات تراودنا فكرة إصدار ملحق ديني, استكمالا لرسالة الأهرام التنويرية, وتأكيدا علي السماحة والاعتدال والوسطية التي يتسم بها الإسلام... ملحق يدلل علي طبيعة مصر وشعبها. الشعب الذي أثبت عبر السنين أن الدين لله والوطن للجميع, وأنه شعب واحد موحد, مع اختلاف الأديان... شعب همه الوحيد تنمية بلده, والعمل علي تقدمها لتساير دول العالم التي بدأت معها مسيرة التنمية منذ الخمسينيات... ملحق ديني يقدم الدليل الذي لا يقبل الشك أن مصر وطن يكره التعصب, ولن يسمح أبناؤه بأستخدام الدين لتحقيق مكاسب.. إنما الدين كان, وسيكون لمصلحة واحدة.. الأمة وسلامتها ونهضتها. واليوم يقدم الأهرام للقاريء هذا الملحق الذي يعد نواة لأعداد أخري متتالية ستصدر بإذن الله كلما حانت الظروف. في( روح العصر) حاولنا تحقيق الأهداف السابقة مع مجموعة مخلصة من الزملاء ولكنها البداية. العدد الأول يصدر في مناسبة عزيزة علي المسلمين, بل المصريين, وهي ذكري المولد النبوي الشريف حيث صلي الله عليه وسلم الدليل الأكبر والأول والأصدق علي روح الإسلام السمح, والمستنير, الذي يحترم الآخر ويقدره, ييسر علي المسلمين حياتهم, ويربط دنياهم بآخرتهم.. فالتهنئة صادقة لكل المسلمين.. كل المصريين بهذه المناسبة التي نرجو أن تكون فرصة للتأسي بها في سبيل مستقبل أفضل لوطننا ولأمتنا. (روح العصر) سيقدم خدمات اجتماعية وطبية, وسيحاول أن يوفر فرص عمل للمحتاجين, ويقدم الرأي والمشورة لكل صاحب سؤال, سيكون المتنفس لكل صاحب رأي ديني مستنير, سيتعاون معنا كبار العلماء والمفكرين, وفي مقدمتهم فضيلة الدكتور وزير الأوقاف, وفضيلة مفتي الجمهورية, وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية وغيرهم.. سيكون بإذن الله منبرا يعبر عن كل الأطياف التي علي الساحة, مع التواصل مع المجامع الإسلامية والمنظمات والهيئات الإسلامية في كل أنحاء العالم. فالشكر للسيد رئيس مجلس إدارة الأهرام والأستاذ رئيس التحرير علي الدعم الأدبي الذي قدماه لصدور هذا الملحق إلي النور وللزملاء بالإدارة العامة للإعلانات للمجهود الذي بذلوه بصدق, وإخلاص في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الاقتصاد المصري ليتم تمويل هذا العدد الأول قبل الصدور, والشكر أيضا للزملاء الذين منحوا وقتهم وجهدهم في فترة قصيرة جدا ليظهر هذا العدد للوجود. والشكر كل الشكر لقاريء الأهرام الذي طلب مرارا وتكرارا من( الأهرام) أن تقدم له هذه الوجبة بعد أن نجحت صفحات الفكر الديني اليومية والأسبوعية في تحقيق التواصل المطلوب مع كل القراء. كل ما علينا أن نعاهد قاريء الأهرام أن نكون عند حسن الظن كما عودناه, وأن نواصل الجهد ليصدر العدد الثاني والثالث, وعلي الدوام, وأن يكون( روح العصر) أداة مهمة في تحقيق الاعتدال والتآخي والاحترام بين كل المصريين. المزيد من أعمدة سعيد حلوي