لم يكن اللقاء الذي عقده فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة أمس مع رؤساء تحرير الصحف الدينية ورؤساء الأقسام الدينية في مختلف الصحف لقاء عاديا .. وإذا كانت دار الإفتاء المصرية قد قطعت شوطا هائلا في تنويع وتطوير العمل فيها خلال السنوات الماضية فإنني وبلا مبالغة أعتبر أن لقاء الأمس خطوة ممتازة وأكثر من رائعة نحو استكمال عملية التطوير لتقوم دار الإفتاء بدورها الهام والخطير في خدمة الإسلام والمسلمين ليس في مصر وحدها وإنما في العالم الإسلامي كله وحتي غير الإسلامي . لم يتطرق فضيلة المفتي خلال اللقاء إلي إنجازات دار الإفتاء خلال الفترة الماضية وإنما كفاه ذلك حافظة الأوراق التي قدمها لنا وننشر ملخصا لها في صدر الصفحة الثانية.. تركز الحوار الذي دار مع فضيلة المفتي علي التواصل الذي يجب أن يكون قائما بين دار الإفتاء ووسائل الإعلام وما شاب الفترة الماضية من سوء فهم لعدد من الفتاوي التي صدرت عن دار الإفتاء بسبب طريقة عرض هذه الفتاوي في وسائل الإعلام وكعادة الدكتور علي جمعة لم يوجه اتهامات لأحد وإنما أرجع ذلك إلي سعي وسائل الإعلام لجذب القراء بما هو مثير ودعا إلي استبدال الإثارة في عرض الأمور الدينية بعناصر الجذب وعدم اللجوء للإثارة التي يمكن ان تحتملها أمور أخري غير الدين. وقد أكد الدكتور علي جمعة علي ما ذكره الزملاء بأن الصحافة الدينية خط دفاع هام عن المؤسسة الدينية والإسلام ووضع في أعناقنا مسئولية توصيل الحقيقة للمسلمين. أكد لي لقاء الأمس ما أعرفه جيدا عن الدكتور علي جمعة العالم المستنير الذي يتسامي عن صغائر الأمور ويضع نصب عينيه هدفا يعمل علي تحقيقه مستخدما كل ما يتاح له من وسائل عصرية. وإذا كانت دار الإفتاء المصرية في إجتماع الأمس قد بادرت إلي تفعيل المشاركة بينها وبين الإعلام الديني فان ذلك يدفعني إلي مطالبة الأزهر وعلي رأسه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب إلي خطوة مماثلة تهدف إلي تحقيق التواصل الدائم والواعي بين الأزهر والإعلام الديني. والسبب الذي يدفعني لذلك الأن هو ما يشهده الأزهر من جهود يقوم بها الدكتور أحمد الطيب لعودة الأزهر لمكانته الطبيعية بعد فترة من التراجع وهو ما كتبت عنه الأسبوع الماضي. هذه الجهود تحتاج إلي أن يقوم الإعلام الديني بدوره في إبرازها وتدعيمها حتي تحقق الأهداف المرجوة منها. لذلك فأنا ادعو فضيلة الإمام الأكبر إلي أن يلتقي مع المسئولين عن الإعلام الديني ومناقشة دور هذا الإعلام والعراقيل التي تحول دون قيامه بهذا الدور علي أكمل وجه في خدمة الأهداف المشتركة وأهمها مواجهة الأمية الدينية بين المسلمين وتدعيم دور الأزهر والمساهمة في الجهود المبذولة ليعود الأزهر كما عودنا مدافعا عن الإسلام والمسلمين .. ليعود قبلة المسلمين في العالم كله.