تحولت المنطقة الهادئة حول مداخل وزارة الداخلية وبعد ان كانت شبه ثكنة عسكرية لقوات الجيش والشرطة منذ احداث محمد محمود خلال الشهور الماضية الي ساحة للصراع امس. سقط فيها المئات من المتظاهرين والعشرات من رجال الشرطة والمجندين بسبب الاشتباكات التي شهدتها المنطقة علي مدار اليومين الماضيين ردا علي الاحداث المؤسفة لاستاد بورسعيد والتي راح ضحيتها71 شابا مصريا وبعد ان ادان المتظاهرون الاجهزة الامنية التي تقاعست عن ممارسة دورها الاساسي في حمايتهم وكلما سقط احد المتظاهرين اثار ذلك حفيظة الباقين وقالوا لماذا تستبسل وزارة الداخلية في الدفاع عن نفسها في حين ان تركت الساحة للبلطجية ليقتلوا شباب الثوار. تصاعدت الاحداث بطريقة مؤسفة منذ الساعات الاولي من صباح امس عند محاولة بعض المتظاهرين التسلل عبر شارع نوبار من تقاطعه مع شارع محمد محمود للوصول الي البوابة الرئيسية لوزارة الداخلية وما ان وصل المتظاهرون الي مسافة تبعد5 امتار فقط عن بوابة الوزارة حتي خرجت عليهم سيارات الامن المركزي المدرعة وتعاملت معهم بطلقات الصوت والخرطوش حيث سقط نحو40 مصابا في تلك المواجهات التي استغرقت نحو نصف ساعة فقط وبعدها ساد الهدوء المنطقة حتي اداء صلاة الجمعة والتي قام عدد من المتظاهرين بعمل كردونات امام ضباط الشرطة منعا للاشتباكات ولكن سرعان ما اختلف المتظاهرون فيما بينهم وأكدوا انهم سوف يستمرون في رشق قوات الشرطة بالحجارة التي تعاملت معهم بمنتهي القسوة ثم قاموا برشق القوات وتسلل عدد منهم الي داخل مبني مصلحة الضرائب وقاموا بافراغه من محتوياته من مكاتب واثاث ووضعوها دروعا فوق المبني وقاموا برشق قوات الشرطة بزجاجات الملوتوف والحجارة الامر الذي دفع قوات الامن المركزي الي استخدام قنابل غاز الجردل علي حسب قول المتظاهرين الذي يصيب المتظاهرين بصدمات عصبية وحروق مما اسفر عن سقوط المئات من المصابين الذين تم نقلهم باستخدام سيارات الاسعاف لضعف امكانيات المستشفيات الميدانية بالعلاج اللازم لتلك الحالات. وكانت ليلة الجمعة قد شهدت اولي حالات الوفاة وذلك عند خروج احدي سيارات الامن المركزي من شارع نوبار وفور مشاهدة المتظاهرين لها تكالبوا عليها رشقا بالحجارة وحاولوا اخراج قائدها الذي اسرع بالرجوع الي الخلف فقام بدهس شخص وتسبب هذا الحادث في نقل محاولات الوصول لوزارة الداخلية من شارع منصور الي شارع نوبار والمواجة مباشرة للبوابة الرئيسية للوزارة. وقاموا بمواجهة قوات الشرطة هناك مماتسبب في ارتفاع اعداد المصابين من الجانبين. وأثناء تلك المواجهات نظم المتظاهرون صفوفهم وقاموا بعمل كردونات شعبية حول المستشفيات الميدانية وكردونات اخري لعبور سيارات الاسعاف والدراجات البخارية التي عكفت علي انتشال المصابين من الشوارع المؤدية لمبني الوزارة والتي شهدت الاحداث المؤسفة. وصرح مصدر أمني بوزارة الداخلية بأن حصيلة الاصابات في صفوف ضباط وجنود الأمن المركزي قد بلغت138, من بينهم16 مجندا مصابين بطلقات خرطوش, في الوقت الذي تلتزم فيه قوات الأمن تماما بالتعليمات الصادرة لها بالتحلي بأقصي درجات الحكمة وضبط النفس, بما في ذلك كيفية التعامل مع أعداد المتظاهرين الذين كانوا قد اقتحموا مبني الضرائب العقارية بشارع منصور القريب من مقر وزارة الداخلية. و قال المصدر الأمني إنه في ضوء الأحداث التي تشهدها المنطقة المحيطة بوزارة الداخلية, فقد قامت مجموعات من المتظاهرين فجر أمس باقتحام مبني مصلحة الضرائب العقارية الكائن بشارع منصور القريب من مبني وزارة الداخلية والصعود إلي أعلي سطح المبني عقب قيامهم باقتحام المكاتب وتجميع آثاثها ومنقولاتها وبعض أنابيب البوتاجاز والقيام بإلقائها وإلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف علي القوات المكلفة بتأمين مبني وزارة الداخلية. وأشار المصدر الأمني إلي ارتفاع الاصابات في القوات المكلفة بتأمين مبني وزارة الداخلية الي138 ضابطا ومجندا من قوات الأمن المركزي, من بينهم16 مجندا مصابين بطلقات خرطوش, مشددا علي أن القوات مازالت تلتزم بالتعليمات الصادرة لها بالتحلي بأقصي درجات الحكمة وضبط النفس, وأنه لم يتم التعامل مع تلك المجموعات إلا من خلال استخدام الغاز المسيل للدموع, وذلك بعد توجيه التحذيرات اللازمة لهم بعدم الاقتراب من أسوار مبني وزارة الداخلية. وناشدت وزارة الداخلية مجددا كافة القوي السياسية والشعبية الاضطلاع بدورها وإعلاء المصلحة العليا للبلاد والتدخل لمحاولات التهدئة, منعا لأي تداعيات تؤثر علي مسيرة الاستقرار.