رغم كل جهود التهدئة وكل المحاولات الداعية لضبط النفس ووقف العنف المشتعل فى ساحة وزارة الداخلية إلا أن الاشتباكات لا تتوقف بل تزداد سخونة مع الوقت والنتيجة تساقط المئات من المصابين باختناقات وطلقات خرطوش .. وقد بادر العديد من شباب الثورة وبعض الشخصيات العامة بالدعوة لوقف العنف وتنظيم مسيرات سلمية للفصل بين المتظاهرين ثم تفلح وساطات التهدئة لبعض الوقت ثم تنقلب الأحداث بفعل فاعل .. فهناك أشخاص يتسلقون أسطح المنازل القريبة من الوزارة ويقومون بقذف قوات الأمن المركزى بالطوب والحجارة فى لحظات التهدئة كما تقوم مجموعات من الألتراس بإشعال الموقف باستمرار والالتحام مع قوات الشرطة وبين هؤلاء وهؤلاء هناك عدد كبير من الصبية والعناصر الغريبة التى تقوم بإشعال الموقف وأخيرا انضم شباب عابدين لجبهة الألتراس وكانوا معروفين من قبل بعدائهم الشديد للمتظاهرين لكنهم هذا المرة قاموا بقذف قوات الأمن المركزى من الخلف من ناحية شارع نوبار والسبب فى ذلك هو مصرع أحد أبناء عابدين وهو الطفل أنس البالغ من العمر نحو 15 عاما كما أصيب أيضا العشرات من شباب عابدين المنتمين لألتراس الأهلى .. المواجهات لم تعد فقط فى شارع منصور وامتداد شارع محمد محمود وإنما انتقلت لشارع نوبار منذ عصر اليوم وتشهد جميع المنافذ المؤدية لوزارة الداخلية أحداث عنف واشتباكات بين قوات الأمن المركزى والمتظاهرين . وقد حاول كل من خالد تليمة القيادى الشاب بحزب التجمع وعضو ائتلاف شباب الثورة والكابتن نادر السيد وعدد من الشخصيات السياسية وقف العنف ولكن دون جدوى. ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة ارتفاع حصيلة المصابين فى الأحداث إلى ما يزيد عن 1500 مصاب وارتفاع حصيلة القتلى إلى إثنين من المتظاهرين بطلقات خرطوش أما وزارة الداخلية فقد أعلنت عن إصابة نحو 16 مجندا بطلقات خرطوش ورصاص حى إلى جانب وقوع إصابات كثيرة بين الجنود . وبعد حالات من الكر والفر وصلت الغازات المسيلة للدموع إلى ميدان التحرير بعد تقدم قوات الأمن المركزى إلى شارع محمد محمود أما عن الموقف فى ميدان التحرير فقد تم تنظيم العديد من الوقفات الاحتجاجية للتظاهر ضد المجلس العسكرى والداخلية ومطالبة العسكر بالرحيل ومحاكمتهم عن الأحداث الأخيرة والشعار السائد فى الميدان الآن هو " يا نجيب حقهم يا نموت زيهم ". وقد أدت الاشتباكات اليوم إلى سقوط مبنى الضرائب العقارية فى يد مجموعة من المتظاهرين حيث قاموا باقتحامه وإعتلاء أسطحه وإلقاء أنابيب البوتاجاز التى كانت به فى الشارع إلى جانب إلقاء محتوياته فى الطريق وإضرام النار بها. لكن ما يحدث فى محيط وزارة الداخلية دفع مجموعات من المواطنين العاديين للتوافد إلى مكان الأحداث وهم فى حالة رفض تماما لما يحدث فهناك حالة من الخلاف والجدال المستمر بين المارة وبين المتظاهرين حول جدوى ما يحدث خاصة فى ظل غياب الشرطة من الشوارع ففى منطقة وسط البلد الشوارع مظلمة مما دفع أصحاب المحلات التجارية لإغلاقها ويقوم بعض الأفراد المسلحون بحماية هذه المحلات فى حين غاب الأمن تماما من أمام البنوك والوزارات والمنشآت الحيوية . ومن ناحية أخرى فقد رفض المتظاهرون فى ميدان التحرير كل محاولات الهدنة التى تم الإعلان عنها منها مبادرة الدكتور عمرو حمزاوى والتى دعا فيها أعضاء البرلمان للتواجد فى قلب الأحداث بصفتهم التمثيلية عن جموع الشعب المصرى.. والآن لا تتوقف سيارات الإسعاف عن نقل المصابين فى حين تقوم الداخلية باتباع أقصى درجات العنف فى إطلاق الغازات المسيلة للدموع ومن جانبه أصدر المجلس العسكرى بيانا اكد فيه على ان ما يحدث هو فتنة لإسقاط الدولة مناشدا الجميع للتصدى لمثل هذه المحاولات ..