ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء فى تقرير خاص نشرته أمس أنه رغم استئناف بعض المساعدات العسكرية لمصر مؤخرا، فإن الإدارة الأمريكية لا تزال بعيدة تماماً عن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع مصر، حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التى يتنافس فيها المرشحان عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحي. وأضافت «رويترز» أن العديد من مسئولى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لا يزالون يشككون فى إمكانية عودة العلاقات مع مصر إلى وضعها السابق بوصفها الشريك الرئيسى لواشنطن فى الشرق الأوسط. وأشارت الوكالة إلى أن رغبة واشنطن فى دعم مصر فى حربها ضد الإرهاب تتصارع مع الضغط الذى تتعرض له الإدارة الأمريكية فى ملف حقوق الإنسان والتحول الديمقراطى فى أكبر دول الشرق الأوسط من حيث عدد السكان. ونقلت رويترز عن مسئول بارز فى الإدارة الأمريكية قوله إن العودة إلى الوضع السابق فى السنوات الثلاثين الماضية لا يبدو خياراً مطروحاً لدى واشنطن فى الوقت الحالي. كما نقلت عن ديفيد شينكر المسئول السابق فى وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» والمحلل العسكرى فى معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى قوله إن البنتاجون يرغب فى إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع مصر، إلا أن البيت الأبيض يضع فى حسبانه المخاوف المزعومة المتعلقة بحقوق الإنسان فى مصر. وأشار إلى أن تحسين العلاقات بين البلدين يبدو مهما فى الفترة المقبلة وخاصة بالنظر إلى ما يجرى فى سوريا وليبيا والعراق، ولكن تبقى حملات السلطات المصرية التى تعترض عليها واشنطن هى التى تمنع البيت الأبيض من إقامة علاقات "أقوى" مع مصر. وقال روبرت سبرينجبورج خبير الشئون المصرية فى قسم الدراسات العسكرية فى جامعة كينجز كوليدج البريطانية إن سياسة الولاياتالمتحدة التى تركز على مكافحة الإرهاب يمكن أن تتناسب مع أهداف المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى، الذى وصفته الوكالة بأنه الأقرب لرئاسة مصر. ومن جانبه، قال بريان كاتوليس المحلل فى مركز «أميريكان بروجريس» للأبحاث إن أوباما يريد مواصلة العمل مع مصر فى مجالات محاربة الإرهاب والأمن الإقليمى، ولكنه فى الوقت نفسه يرغب فى توصيل رسالة بشأن عملية التحول السياسى وحقوق الإنسان.