رغم استئناف بعض المساعدات العسكرية، فإن الإدارة الأمريكية لا تزال بعيدة تماماً عن عودة العلاقات إلى طبيعتها مع مصر، حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها المرشحان عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي. فقد ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء أن العديد من مسئولي إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يزالوا يشككون في إمكانية عودة العلاقات مع مصر إلى وضعها السابق بوصفها الشريك الرئيسي لأمريكا في الشرق الأوسط. وأشارت الوكالة إلى أن رغبة واشنطن في دعم مصر في حربها ضد الإرهاب تتصارع مع الضغط الذي تتعرض له الإدارة الأمريكية في ملف حقوق الإنسان والتحول الديمقراطي في أكبر دول الشرق الأوسط من حيث عدد السكان. ونقلت عن مسئول بارز في الإدارة الأمريكية، رفض الكشف عن هويته، قوله "العودة إلى الوضع السابق في السنوات الثلاثين الماضية لا يبدو خياراً مطروحاً لواشنطن في الوقت الحالي". وأشارت رويترز إلى أن مصر هي ثاني أكبر مستفيد من المساعدات الأمريكية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل في عام 1979، إلا أن واشنطن قررت تجميد جزء كبير من المعونة البالغ قيمتها 1.3 مليار دولار، في أعقاب قيام الجيش بالإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي بعد ثورة 30 يونيو. وكشفت رويترز السبب الحقيقي وراء استئناف واشنطن للمساعدات العسكرية لمصر، من خلال تمرير صفقة مروحيات الأباتشي بقيمة 650 مليون دولار، حيث كانت الحكومة الأمريكية في حاجة لسداد قيمة المروحيات للمتعاقد العسكري الأمريكي الذي يقوم بتفعيل صفقات السلاح الأمريكية لمصر. ونقلت عن "ديفيد شينكر"، المسئول السابق في البنتاجون، والمحلل العسكري في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قوله إن وزارة الدفاع الأمريكية ترغب في إعادة العلاقات إلى طبيعتها مع مصر. إلا أن شينكر أكد أيضاً أن البيت الأبيض يضع في حسبانه المخاوف المشروعة المتعلقة بحقوق الإنسان في مصر. ونقلت عن مسئول أمريكي بارز قوله إن اتجاه العلاقات المصرية الأمريكية لا يزال غامضاً.